إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



تأريخ صلة الأبناء والأحفاد، من أبناء سيدنا علي وسيدنا الحسين رضي الله عنهما، كل من اسمه أبو بكر، أو عمر، أو عثمان، عدا انتقاءات، وفق غرض أو أغراض خاصة، من فقه سيدنا علي، عليه السلام، وغالباً ما يستشهد بها، وتحشر عن قصد في إطار، وهدف أو أهداف بعينها، أو في الأقل، وفق صيغة أريد لها، وكأنما لتبدو متعارضة، وليس منسجمة، مع فقه الدولة الإسلامية وتاريخها. وفي كل الأحوال، ومهما كانت الحلقات مشرقة ضمن مسيرتها الكلية ونبعها الأصيل، فغالباً ما تضعف جذوتها عندما تنفصل عن أصلها، ويضعف تأثيرها، مثلما تضعف رائحة العطر الزكي تدريجياً، عندما ينفصل عن قارورته، أو تضعف جذوة الجمرة المتوهجة عندما تنفصل عن مجمرتها.

          إن هذا الوصف، الذي قدمناه عن تصرف المعنيين في إيران، إزاء التاريخ الإسلامي، هو الذي شجع شاه إيران على الاحتفاء والاحتفال بمضي ألفين وخمسمائة عام متصلة، على قيام الدولة الفارسية، متجاوزاً تاريخ إيران، ضمن دولة الإسلام، بغض النظر عن موقف شعوب إيران، أو حتى موقف قسم من الخاصة منهم، وسط الشعب الإيراني آنذاك، وهو نفس الوصف، الذي جعل حاكم إيران، عندما غابت، أو غيبت، المبادئ العظيمة للإسلام الحنيف، يسعى لتدمير بغداد في عام 1980 للميلاد، ليحتل العراق، مثلما دمر كورش بابل، بالتعاون مع اليهود عام 539 قبل الميلاد. ومن هذا، الذي قلناه، يفسر لماذا لايدرس طلاب إيران تاريخ الدولة الإسلامية، بل ولماذا لاتدّرس حتى المدارس الدينية هناك، تاريخ الدولة الإسلامية وفقهها، عندما كانت إيران جزءاً منها، وبالتالي كيف ولماذا اعتدت إيران على العراق، وقامت الحرب، وبقيت مستعرة ثماني سنوات..!؟

          ومن هذه المعاني، نجد التفسير لسبب وقوع العدوان، بقيادة من قادوا إيران ضد العراق، وسبب استمرار الحرب ثماني سنوات، وعدم نجاح كل الجهود، بما في ذلك جهود منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنتها، التي شكلت لإيقاف الحرب، وإحلال السلام بين العراق وإيران، آنذاك، وعدم توقفها إلا بما أراده الله في ساحة القتال، فجعل الغلبة للمؤمنين، أصحاب التاريخ الموصول على قاعدة إيمانه العظيم، ونماذجه ورموزه الطاهرة ككل من غير اجتزاء، على من أراد أن يكون تاريخ إيران مقطوعاً عن معاني التواصل مع ذلك التاريخ، وابعد عوامل ومعاني المحبة، لتحل محلها البغضاء، بعد أن حشرها وفق صورة ما أراد، وأبعدها عن نهر مبادئ الإسلام العظيم، لتمضي من غير أن تتطهر بماء مبادئه القويمة. وعلى هذا أيضاً، يمكن تفسير لماذا، وكيف تتحالف الإدارات الأمريكية، التي تدعي الانتماء إلى مبادئ السيد المسيح، عليه السلام، مع الصهيونية البغيضة المعتدية على أرض وحقوق العرب والفلسطينيين، وتدعمهم ليقتلوا النساء، والشيوخ، والأطفال، والشعب في فلسطين، مهد السيد المسيح (عليه السلام)، وأجزاء عربية أخرى أيضاً،

<11>