إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



وفاعلية المبادئ المتصلة بكل هذا، ومسؤولية الدور القيادي في معاني التطور، كعنصر حاسم في الصراع عند وقوعه فحسب، وإنما أردنا أن نؤكد أن معاني مبادئ البناء، ودور الإنسان القيادي، المؤمن في تطوير الحياة، وما يؤمن به من إعلاء شأن المحبة على الكره، وإعلاء هدف وأهداف وطرق ومعاني البناء على التخلف، وروح التدمير، والسعي لربط الحاضر بجذوره الإيمانية الأصيلة، وماضيه العريق، يحقق نصرين على الوصف المضاد، والعناوين المضادة، نصراً داخل النفس، مستوحى من شعور المرء بأنه جزء حي من كل، وليس حالة منبوذة عنه، وبما يرضي النفس إزاء واجبه تجاه المعبود، الذي لايعبد غيره، ونصراً على الأعداء، بعد أن يحجب المستحيل عنهم منيتهم، وليس نصراً واحداً فقط، إذا ما تحقق بأي وصف من بين الوصفين فحسب، إما أنه يدخل وحشة الشعور بالوحدانية في الطريق، الذي لا يشترك فيه غيره، أو وحشة القنوط، الذي مهما بلغ فيه الشعور بالرضا داخل النفس، فإنه، في حالة كهذه، يبقى الشعور بالهزيمة أمام العدو، يلهب الظهور بسياط الغلبة، وربما الضمائر والعقول، بندبات وكدمات قصف مدافع المنتصر. وأردنا أن نقول للعالم أجمع، ومنه شعوب إيران، أن النصر، الذي تحقق للعراقيين، إنما هو نصر إنساني عظيم، ذلك لأنه نصر للتقدم على التخلف، ونصر للإيمان والحقيقة على التزييف، ونصر للبناء على التدمير، وإنه لو لم يتحقق، وتحقق شيء آخر بفعل ضربة شيطان رجيم، لا سمح الله، لانتصرت المادية، التي يروج لها الغرب، بقيادة أمريكا، في منطقة الشرق الأوسط، وربما في أماكن أخرى، أمام حالة التدمير المرعبة، التي تسببها الحالة المتخلفة القابعة حول صورتها المهترئة، التي لبست لبوس الدين، وجانباً من مظاهره، ولاندحر الإيمان، بعد أن تجفوه نفوس وعقول الناس، إلى حين، جراء ما يصيبهم تحت شعارات الدين، ولكسبت الصهيونية وأمريكا المعركة من خلال لجوء الناس إلى حماهما، تعلقاً بأمل زائف للسلام والاستقرار، اللذين يمكن أن يوفراهما للشعوب، أمام غول التخلف، والتدمير، وطبول الحرب الطائفية.. ولبقيت شعوب إيران أسيرة حالة تغشها إلى وقت طويل، بعد أن تبدد طاقتها، وتصيبها بالإحباط المرير بالنتيجة، بعد أن تطمسها في جرائم العدوانية والتدمير، بل إن النصر قد أنقذ شعوب إيران من كل ذلك، وشعوب العالم أجمع، من أن تسود المادية الغربية، بما يدعها تعلي نظرتها وطريقها في الحياة على حساب مبادئ الروح المتوازنة، والجوانب الحياتية والاعتبارية الصحيحة، وإلى زمن طويل. وهكذا يحق، بل هو واجب أيضاً على الشعوب والأمم، وليس شعب العراق فحسب، أن تقول : عاش يوم 8/8/1988، كيوم نصر للشعوب كلها، وللحق على الباطل، وللمعاني العالية على قعر مهاوي الحضيض والدرك الأسفل. وعاش حاملو رايته، ومبادئه، وسيفه.. والله أكبر.

<13>