إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



وضحاها، ويعملوا ما هو عكسها ونقيضها تماماً، خاصة وأن المنازلة كانت بين العراق، مودعاً في كنف الرحمن من جهة، وبين ما كانوا يسمونه الشيطان الأكبر، أمريكا، وحليفها، والصهيونية وحلفائهما الآخرين، أو المصطفين مع هذا الصف من جهة أخرى. وإن هذين المثلين، أيها الإخوة، هما من بين أمثلة كثيرة أخرى، تملأ مجلدات على الطرف المقابل للعراق، وتكشف جانباً من أخلاق طرفي الصراع المباشرين، وإن نتائج الصراع، لا يمكن تفسيرها بغير العودة إلى هذا الذي قلناه، ونقوله في خطاب اليوم، والعودة إلى عمق خطاب تموز، الذي ألقيناه في الشهر الماضي، بمناسبة عيد الثورة المجيدة، وغير ذلك من الحقائق، التي نضحت من مسيرتين متجاورتين، وتجربتين لا تفصل بينهما، جغرافياً، غير الحدود...

          نعم لقد دفع المسؤولون الإيرانيون، وأججوا لدى شعوب إيران كل عوامل الكبت والطاقة، التي لم تستخدم باتجاهها الصحيح مع العرب بوجه عام، فاصطدموا بالسد العظيم المنيع للأمة، وحصنها الحصين على الجبهة الشرقية، العراق العظيم. ورغم كل الدعوات المتكررة، قبل وبعد المنازلة، للتروي والابتعاد عن بواعث ومواطن الشر، ورغم كل دعوات السلام، التي أطلقها العراق من أعلى المستويات، وشتى المستويات الأخرى، استمرت شعارات وطبول ومدافع العدوان والحرب، وشعارات الأطماع الخائبة، حتى اندحرت وخابت شعارات الغزو ونيته المبيتة والمخططة في ساحات القتال، فانتصر الحق على الباطل، وكان انتصاراً للمعاني العالية للإنسانية جمعاء، ومن ضمنها من كان يؤمن بعكس طريق العدوان من شعوب إيران..

          وهكذا أيها الإخوة، كان السيف والقلم... أو الذراع وحكمة العقل: صنوان متوازنان في فعل متوازن في تاريخ العراق والأمة وتراثهما الخالد، وكانا متوازنين في هذا الصراع أيضا، ولذلك لم نشمت، ولم نغدر عندما توقف القتال، لأن الحكمة عندنا لا تستخدم السيف بديلاً عن القلم، ولا الذراع محل الحجة والإقناع والتفاعل، ولا تعيش على أرض بلا سماء، أو تداري العجز بالتعلق لفظياً بمعاني السماء، من غير إيمان حقيقي، ومن غير أرض راسخة، ولا تتردد في استخدام السيف عندما يغدو السبيل، الذي لابد منه لتثبيت حجة، وعندما يعجز طريق العقل عن إقناع من هو على باطل، بأن لا يهم بارتكاب جريمة عدوان ببطلان موقفه. والله أكبر.

          وعلى أساس هذا، وعلى أساس معانيه، نستذكر يوم النصر العظيم، يوم نصرنا الله نصره العزيز المقتدر، في 8/8/1988 في القادسية الثانية المجيدة، ومنه، ومن مقدماته، وما رافقته من ولادة، يمكن أيضاً، إلى جانب ما قلناه، إدراك سبب حصار العراق، منذ أكثر من تسع سنوات، وسبب قيام من تقع دولهم على حدود العراق، ومنهم إيران، بمهمة

<7>