إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



الحصار الميداني، بما يطمع، ويشجع، ويردف العدوانيين الأمريكان والصهيونية، في الاستمرار بقتل شعب العراق بكل الوسائل.. وسبب حجب شعوب إيران عن زيارة العتبات المقدسة، بينما كانوا يحرضون على زيارتها عن طريق اقتحام العراق بالسلاح، بما كان يوحي يوم ذاك بأن العراق، وبخلاف الواقع، وكأنه يمنع على الشعوب الإيرانية زيارة العتبات المقدسة، بما يغطي شعارات التوسع والعدوانية، ويكشف أيضا سبب مشاركة إيران المخابرات الأمريكية والصهيونية وأعوانهما، في احتلال مدينة السليمانية في شمال العراق، بعد وقوع العدوان الثلاثيني على العراق، بالإضافة إلى حالات عدوانية أخرى معروفة، من بينها استخدام الطائرات الإيرانية بغارات عدوانية على أهداف في عمق العراق، واستخدام الصواريخ أيضاً لنفس الغرض، بل إن هذه النماذج من العدوان والعدوانية، تعين على تصور روح العدوانية، التي وقعت على العراق عام 1980. ومن هذا يكون الجواب واضحاً على : أليس في كشف الزيف والدجل، وفضحهما، وإظهار الحق والحقيقة، خدمة جليلة للإنسانية، وليس للعراق أو الأمة العربية فحسب؟ ومن ذلك أيضاً يتضح أكثر فأكثر كيف ولماذا يستحق يوم النصر العظيم : 8/8/1988، منا، ومن شعب العراق، والأمة، ومن جميع الشعوب المحبة للخير والسلام، أن نستذكره بخير، ونحتفي ونحتفل به، على مدار الأيام والأعوام كنتيجة إنسانية رائعة، رغم كل ما حصل.

          بلى والله، إنه يوم إنساني خالد، وكل ما لا يتصل به، أو يعاكسه، حالة خائبة مرجومة.. إنه يوم عظيم، أراده الله برهاناً، وعنواناً، وراية. والله أكبر.. وعاش العراق.. وعاشت أمتنا العربية المجيدة، مثلاً إنسانياً مشعاً بالمحبة والخير والنماذج العالية والاقتدار العظيم.. وعاشت صداقة شعبنا وأمتنا، مع الشعوب المجاورة، وشعوب العالم أجمع.. وتباً لعدوانية المعتدين.. وليخسأ الخاسئون.

          أيها الإخوة..

          إن الأمم والشعوب بناة تاريخها الخاص والعام. ورغم حالة الوصل القائمة، بصورة أو بأخرى، بين خط البداية، وآخر صورة، أو أي صورة من صور تطور الشعوب والأمم، فإن كل حلقة من حلقات التاريخ، نوعاً ووضعاً، لا تكون صورة طبق الأصل للصور، أو حتى الصورة، التي تسبقها في الصيرورة، ليس لأن مراحل الزمن هي مراحل تطور، أو هكذا ينبغي أن تكون فحسب، وإنما لأن جانباً أساساً في صور التاريخ، ضمن حلقاته الصاعدة أو الهابطة، إنما تمثل صورة الحلقات القيادية فيه، بشكل أو بآخر أيضاً، لذلك بإمكاننا أن نقول إن أعمدة التاريخ هي عامة وخاصة. أما العامة، فهي ما تمثله من وصف وفعل وخواص وتأثير الحالة الجمعية المتكونة تاريخياً كخاصية عامة للشعب والأمة، وهي أيضاً وصف وفعل وخواص وتأثير الحالة الخاصة لمن يقودون الشعب والأمة، ضمن مرحلتهما،

<8>