إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



 

 

أساسيين. أن لا يكون في ذلك أي تعارض مع ديننا أو مساس بسيادتنا، ولضمان ذلك أصدرت الحكومة أنظمة تنظم استعمال رأس المال الأجنبي. وبإمكانكم أخذ نسخ من هذه الأنظمة من الجهات المختصة.

 

س:

ما هي، برأي جلالتكم، النتائج المتوقعة المباشرة والطويلة الأمد لانسحاب بريطانيا من عدن.

 

ج:

قبل كل شيء، نحن نرحب بانسحاب القوات الأجنبية من أي بلد عربي، ونرحب، لأن عدن لديها الفرصة لممارسة حريتها واستقلالها، ولكن الحقيقة الملحوظة والمؤسفة أن بريطانيا لم تتخذ الإجراءات مسبقة بإعداد هذا البلد لإدارة شؤونه بشكل يوفر الاستقرار له ويضمن أمنه ورخاءه؛ لأنه خلال كل وجود بريطانيا في الجنوب العربي لم يكن فيه إعداد للحكم، فالسلطة كانت بيد البريطانيين أنفسهم، والمواطنون في الجنوب العربي لم يمارسوا سلطات ومسؤوليات أبدا، وفجأة تأتي بريطانيا وتقول: أنا تعبة من الانتظار، وتاركة التغييرات على عاتقكم. والآن تنقل الأمور إلى السكان أنفسهم، فإذا التوفيق من الله يقود كل الفئات هناك إلى الاتفاق على كيان وإدارة واحدة لينسوا خلافاتهم، فسيكون هناك محل للأمل وتوقع النتائج الطيبة. أما إذا كان على العكس من هذا وقام طرف أو بعض الأطراف بمحاولة التسلط وتصفية العناصر والأطراف الأخرى، فهذا الطريق سيجعل الجنوب العربي عرضة لمخاطر لا يعلم إلا الله نتائجها.

 

س:

ما هو الدور الذي يتصوره جلالته للمملكة في المجال الدولي؟

 

ج:

من المحرج لأي شخص أن يتكلم عن نفسه أو عن أعمال هو مسؤول عنها شخصياً، ربما بإمكان الآخرين أن يتكلموا عن الدور الذي تلعبه المملكة في المجال الدولي.

نحن طبعاً بإمكاننا التكلم عنما نعمله، أما الحكم على عملنا فيجب أن يأتي من غيرنا.

 

س:

هل لدى جلالتكم رأي عن الطريقة التي يمكن بها تسوية أزمة  الشرق الأوسط الحاضرة.؟

 

ج:

هذا سؤال من الصعوبة الإجابة عليه بدون مقدمة ما دام العالم الخارجي مستمر بالنظر إلى الوضع في الشرق الأوسط نظرته الحاضرة، وإذا حافظوا على هذه النظرة لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور، وإذا استمرت المحاولات لتبرير العدوان والتسلط ولإيجاد أعذار له، من الصعب على أي لسان أن يجد حلاً لوضع مثل هذا، ولو رجعنا إلى الماضي خلال عشرين سنة، لوجدنا أنه اعتدي على العرب في أراضيهم، بينما لم يعتد العرب على أحد في أراضيه، الصورة التي أعطيت أن العرب ضد اليهود، بينما في الحقيقة منذ الفتح الإسلامي لم يمارس العربي أي اعتداء لليهود، ربما كان مصدر الإهمال أو التقصير لدى العرب هو في الطريقة التي قدمنا بها قضيتنا للرأي العام الدولي، ولكن هذا لا يعني، ولا يمكن أن يبرر أن الحق والعدالة يتعرضان للضياع أو التجاهل، وعلى سبيل المثال: إذا نظرنا لعام 1948 نرى يهود العالم هم الذين غزوا واحتلوا أراضي مخرجين أصحابها العرب في فلسطين نفسها، في

<2>