إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          أيها الإخوة:

          يقولون: إننا نحارب الاشتراكية، ونحن كمسلمين نؤمن بالله، وشريعتنا، وإذا كانوا يدّعون أن الاشتراكية لا تتنافى مع الإسلام، فلماذا يدعوننا بترك الأصل والتمسك بالفرع؟

          أما إذا كان خلاف الإسلام فليقولوها صريحة. وليكشفوا عن طلبهم ومراميهم. وفي ذلك الوقت لكل حرية اختيار المنهج الذي يريده، نحن لم نفرض عليهم، نحن لم نتدخل حينما ألغوا المحاكم الشرعية. ونقول لهم: لا، يجب أن تعاد المحاكم الشرعية، ويبقى للإسلام حكمه، مع أنّ هذا كان واجباً علينا ديناً. نحن لم نتدخل حينما أرادوا نزع الإسلام من الدستور، وبعد ذلك أرغمهم الشعب على وضع الإسلام دين الدولة.

          ولم نقل لهم شيئاً، وقلنا: أنتم أحرار في بلادكم. تفعلون ما تشاؤون. وإن كان من واجبنا أن نقاوم ذلك، فلماذا يطلبون منا أن يفرضوا علينا مبادئ، وسياسة، وشرائع لا يقرها ديننا، ولا إيماننا، ولا عقيدتنا، ولا وطنيتنا؟!!

          نحن ندعو إلى التضامن، ندعو إلى التعاون، ندعو إلى الإخاء، ندعو إلى المحبة، ندعو إلى الصداقة. ولكننا لا نقبل الفرض أو الاستعباد.

          أيها الإخوان:

          إذا كانت الدعوة للوحدة العربية فنحن أول من بناها وأسسها، ونحن أول من دعا إليها، وأنتم أيها الإخوان أبناء هذا الشعب، أنتم أصل العرب ومركزهم الأساسي، أما إذا كان القصد التحكم والسيطرة كما حدث في بعض الأقطار، فنحن لا نقر ذلك وكفتنا تجربة سورية.

          أيها الإخوان:

          لقد ذكر الأخ الخطيب مأساة البلد الجريح السليب فلسطين، فكم تغنّى الزعماء، وكم تغنّى الممثلون بقضية فلسطين، وكم تفانوا فيها. وكم قالوا فيها وصالوا وحكوا. فمن هم حماة فلسطين؟

          هل حماة فلسطين القوات السويدية والهندية؟

          أيها الإخوان:

          نحن نوافق الأخ الفلسطيني على رأيه، بأن يترك لأبناء فلسطين حرية التصرف لإنقاذ بلاده، وعلينا العرب مؤازرتهم ومعاونتهم بكل ما أوتينا من قوة، ولكن إذا كنا ننتظر بقضية فلسطين كما

<5>