( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

الفلسطينيين حكماً ذاتياً لا يعطيهم حق سيادتهم على أرضهم من منطلق اعتبارهم جالية أجنبية كبيرة على أرض إسرائيل. وبذلك نفصل السكان عن الأرض تمهيدا  لتهجيرهم وفق ظروف مواتية ستنشأ في المستقبل، ورفضه  الفلسطينيون، مثلما رفضناه نحن.

          اما الاجتهاد الثالث:

          فينادي بأخذ الأرض وطرد السكان باتجاه الشرق،  وذلك باستخدام القوة العسكرية. وهذا الاجتهاد لا يؤثر  فيه الرفض، بل الإعداد والاستعداد. ومن المهم أن  نلاحظ ( أولاً ) ان كلا من الاجتهادات الثلاثة ينطلق من مبدأين، هما:

          مبدأ تلازم مصير الشعبين الأردني والفلسطيني.
          ومبدأ فصل الشعب الفلسطيني عن أرضه.

          ( وثانياً ) ان الاجتهاد الثالث، وهو المستند إلى الخيار العسكري قد جاء متأخراً عن الاجتهادين الآخرين من  الناحية الزمنية، حيث انه أخذ يبرز في حملة الانتخابات  الإسرائيلية الأخيرة، ولأصحابه اليوم عدد من المقاعد في  الكنيست الإسرائيلي، وهو آخذ في التنامي، وهو الذي  يلون الطيف السياسي الإسرائيلي الحالي باللون اليميني  المتطرف، وهو الذي وجد في اليمين الأمريكي مؤخراً  حليفاً متحمساً لتوجهاته، لأنه يصور لذلك اليمين  الأمريكي انه القادر على حماية مصالحه ويشكل قوة  بتواجده في قلب الوطن العربي الممزق الأوصال فكراً  وعملاً وتأثيراً. ان سيطرة هذا الاجتهاد على المسرح  السياسي الإسرائيلي أو لجمه، تعتمد على عوامل عدة،  نشكل نحن العرب في وعينا لما يجري، وموقفنا منه،  وسلوكنا نحوه، أحد أهم هذه العوامل، ان لم يكن أهم  عامل منها.

          فهل حان الوقت لنستخلص وبشكل خاص الأخوة  الفلسطينيون خارج الأرض المحتلة على اختلاف  مذاهبهم ومشاربهم النتائج الصحيحة، فنوجه الاهتمام  ونركزه على الأرض ومن عليها؟، أما آن الآوان للتعرف  على القضية الحقيقية والاتفاق على تحديد الخطر المباشر؟  وهل لنا أن ندرك أهمية انغراس الشعب  الفلسطيني وبقائه في وطنه المحتل في معركة صراع  البقاء؟، أليس هو الذي يتحمل بصموده العنيد المهمة  التاريخية في الحفاظ على جذور الهوية الفلسطينية وتجسيد  الحقوق الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية؟

<8>