إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب الملك حسين إلى الشعب حول القضايا السياسية الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 696 - 699 "

خطاب الملك حسين إلى الشعب حول القضايا السياسية
الراهنة.

عمان، 29 / 8 / 1970

 

( الدستور، عمان، 30 / 8 / 1970 )

          بسم الله الرحمن الرحيم
          أيها الأخوة المواطنون،
          أيها الأخوة العرب في كل مكان،
          لم أتحدث إليكم منذ فترة غير وجيزة. وقد تخللتها احداث وتطورات تتصل بقضيتنا وشؤوننا بقدر ما تتصل بالموقف العربي العام. وحديثي اليكم هذا اليوم حديث صريح تمليه عاطفة وطنية تنبعث من ثنايا الواقع ويذكيها نضال طويل حملته معكم وامامكم في مواجهة العدوان على طرق التحرير ودفاعا عن حقنا وارضنا وكرامتنا ووجودنا، حتى اصبحت واياكم معفرين بغبار المعامع مخضبين بجراح الجهاد، وأصبحت واياكم في مفرق الميدان فاما النصر والظفر واما الاستشهاد.

          وتعلمون ايها الاخوة اننا ابحنا ساحاتنا للنضال، ففي الاغوار والمرتفعات لا تجد الا جندا شيمتهم البسالة والعزم والشرف، وإلا مواطنين صبروا وصابروا وهم الاعلون، وإلا مناضلين يجدون الموت في ساحة الفداء اسمى معارج الحياة.

          وتعلمون اننا بين ذلك كله صمدنا في وجه القذائف والقنابل والنار يطلقها علينا العدو الاسرائيلي المحتل ليقتل ابناءنا ويحرق مزارعنا ويهدم مبانينا ويعطل مرافق الحياة.

          وهانت علينا التضحيات امام الهدف الاسمى في النصر والتحرير، وازاء الحقيقة الماثلة في عيوننا كل يوم وهي ان اهلنا في الضفة الجريح وبقية المناطق المحتلة يألمون اكثر مما نألم وقد وقعوا في يد العدو رهن المذلة والعسف والعذاب.

          ورأينا ان صراعنا مع العدوان طويل المدى متعدد الجبهات، تدخل فيه السياسة بقدر ما تدخل فيه الحرب، ويتخذ طابعا دوليا كما يتخذ طابعه القومي. ولهذا فقد قابلنا المقترح الاميركي الاخير للدخول في مباحثات مع المبعوث الدولي من اجل تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242 لسنة 1967 مقابلة ايجابية، وذلك لجملة اسباب:

          أولها - اننا نعمل وشقيقتنا الكبرى الجمهورية العربية المتحدة يدا بيد في جهدنا الحثيث الطويل. نقبل ما تقبله معا ونرفض ما نرفضه معا كذلك.

          وثانيها - أن المبادرة الاميركية المذكورة المعروفة بمقترحات روجرز، هي دعوة الى الدخول في مباحثات مع المبعوث الدولي من اجل تنفيذ قرار مجلس الامن الذي طالما طالبنا نحن والجمهورية العربية المتحدة وعدد من الدول العربية الشقيقة بلزوم تنفيذه.

             وثالثها - اننا في مطالبتنا بتنفيذ قرار مجلس الامن انما ننطلق من مبدأين هما في نظرنا أهم الاسس التي يقوم عليها تنفيذ قرار مجلس الامن المشار اليه، وهما تفسيرنا الوحيد في نظرتنا لهذا القرار. هذان المنطلقان هما انسحاب اسرائيل الكامل والشامل من كافة الاراضي العربية التي احتلتها منذ الخامس من حزيران ( يونيو ) عام 1967 ، وتأمين الحقوق للشعب العربي الفلسطيني في وطنه المغتصب كاملة غير منقوصة.

          ورابعها - ان الاسرة الدولية التي ننتمي اليها والقوى العالمية الكبرى التي لا ينكر وجودها، يذهب فيها من يؤيدنا ويساندنا بل ويشاركنا الكفاح المسلح في وجه العدوان ومن أجل استرداد حقنا وانقاذه سواء بالسياسة أو بالسلاح، والى حد استعادة كافة اراضينا المحتلة في حزيران ( يونيو ) 1967 وانتزاع وتأمين الحقوق للشعب الفلسطيني في وطنه المغتصب كاملة غير منقوصة، وهو ما اقرته الامم المتحدة مرات ومرات واقرته المواثيق الدولية ومبادئ الحق والعدل وهو ما لا نتهاون به نحن من قريب أو بعيد، فالحق الذي ننشده هو حق شعبنا في وطنه وأرضه ومنازله التي أخرج منها بالغزو والعدوان.

          وخامسها - فقد قبلنا المبادرة الاميركية نتيجة التركيز على القضية من قبل الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفييتي، وهما الدولتان الكبيرتان المعنيتان بشكل رئيسي بخطورة الوضع في منطقتنا من جراء الصراع العربي الاسرائيلي وخطره الذي يهدد العالم بانفجار مروع مدمر، وتركيزهما على معالجة اسباب التوتر وبواعث الخطر على السلام العالمي في انحاء المعمور. وبناء على ما تقدم، فقد شرع الدكتور غونار يارينغ المبعوث الدولي لتنفيذ قرار مجلس الامن باتصالاته مع الفرقاء لهذا الغرض. واعتمدنا بادئ الامر مندوبنا لدى الامم المتحدة للدخول معه في المباحثات الأولية.

          ومن حقكم ايها الاخوة المواطنون ان تطلعوا على مجرى هذه المباحثات حسب تقدمها وكلما طرأ جديد عليها، ان سلبا او ايجابا ولن تفوتنا المناسبة لاطلاعكم على ذلك في حينه.

<1>