إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب الملك حسين إلى الشعب حول حوادث الساعة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6 ، ص 798 -799 "

خطاب الملك حسين إلى الشعب حول حوادث الساعة.
[ مترجم عن الانكليزية ]

عمان ، 21 / 9 / 1970

 

( نشرة دائرة الاستماع في
هيئة الإذاعة البريطانية،

          أيها الأخوة الأعزاء،
          يا أبطال القوات المسلحة ورفاق درب الشرف والنضال، ايها الضباط والجنود البواسل في القطاع الشمالي وفي كل معقل من اردننا الحبيب،

          تحيات الحب والولاء والاعجاب والتقدير ابعث بها الى كل واحد منكم. انكم تصنعون اليوم موقفا تاريخيا سيكون له اثر بعيد في مستقبل بلدكم وأمتكم لأجيال عديدة قادمة.

          أيها الاخوة، تعلمون ان العمليات التي قامت بها قواتنا المسلحة في عمان كانت نتيجة وجود مؤامرة دنيئة تستهدف بلدكم ووجود أمتكم، وتستهدف تمكين عدوكم من غزو اراضيكم وفرض احتلاله على هذا الجزء الغالي من الوطن العربي الكبير. ولو قدر لهذه المؤامرة ان تحقق النجاح الذي كان يحلم به مخططوها، لكانت العاصفة قد اجتاحت الوجود العربي بأسره. ولكنا وأمتنا قد خسرنا قضيتنا المقدسة الى الأبد.

          ان الهجمات التي عانتها كرامتكم، والتي عانتها كرامة وشرف وممتلكات أقربائكم واهلكم، المواطنين الشرفاء، وجو الارهاب والرعب واثارة الشكوك والانقسامات بين اخوة السلاح والنضال التي كان يقوم بها المتآمرون وعملاؤهم كانت مجرد تهيئة لتلك المؤامرة الدنيئة.

          وانكم لا تقفون وحدكم امام كل هذا. ان الشعب بأكمله معكم لانه، أيضا، الضحية المستهدفة لهذا المخطط الرهيب.

          ولقد قدمت المواقف اللامسؤولة والمتهاونة لدى بعض الدوائر الحكومية الفرصة التي اتاحت للمؤامرة ان تنمو وتستشري كالسرطان في أنحاء الاردن. وهكذا أقيمت القواعد الفدائية في عمان بدلا من وادي الاردن وفي صميم المحتل من ارضنا. وجرى تكديس الاسلحة في كل مدينة وقرية. وكانت متفجرات الموت والدمار مخزنة بين السكان وفي اماكن تجمع المواطنين، بدلا من ان تكون هناك لتحمي شعبنا في الاسر وتسحق نير الاحتلال عن رقاب الشعب.

          وعندما أعان الله قواتنا المسلحة وعادت الوحدة بين الاخوة وبدا أكيدا انهم سيواصلون المسيرة في ميدان النضال وليس في عمان واربد أو في المدن والقرى، وعندما بدا ان الوضع لا يمكن ان يعود الى ما كان عليه - وبمعونة الله سوف لن يعود الى ما كان عليه - وعندما بدا أن المؤامرة قد سحقت، وان المخطط الآثم قد أحبط، وان الخدع التي ضللت الكثيرين من الاشخاص البسطاء والسذج قد كشفت، وعندما بدا أن الكيان الاردني قد خرج سالما - وسيبقى سالما بفضل سواعدكم وتصميمكم - وان الكيان العربي قد خرج سالما وسيبقى سالما بفضل تصميمكم وتضحياتكم - عندما بدا كل ذلك دخلت المؤامرة مرحلتها الثانية واتخذت بعدا جديدا. لقد قام العملاء الحقيقيون - الذين ابتلى بهم جيش سوريا الشقيقة وشعبها بالاضافة الى كل رجل من امتنا - بعدوانهم علينا ودفعوا بمدرعاتهم التي قاموا بسحبها من القنيطرة ومرتفعات الجولان، لمهاجمة ارضنا العربية في محاولة لزعزعة مواقع قواتنا على مرتفعات ام قيس وفي الاماكن المشرفة على طبريا وبيسان.

          أجل ايها الاخوة، لقد اعطى اولئك العملاء الذين سلموا القنيطرة ومرتفعات الجولان دون أن يطلقوا طلقة واحدة دفاعا عنها، اعطوا اسرائيل اليوم فرصة للتوسع على حسابنا مرة ثانية. لكن نسي أولئك العملاء انهم أتوا الى ارض يحميها رجال ابطال وشجعان. وكيف لهم ان يعلموا حقيقة اللواء الاربعين؟ كيف لهم ان يعلموا حقيقة المعركة التي خاضها هذا اللواء في عقابة [ منطقة جنين ] والمثلث ونابلس والجلمة وجنين؟ كيف لهم ان يعرفوا عن الاعمال البطولية لهذا اللواء ضد قوة اسرائيل الكبيرة - تلك القوة التي اتاح لها العملاء من حكام سوريا ان تسيطر علينا عندما عرضوا جناحنا الايمن للانكشاف وعندما كان كل ما فعلوه في حرب حزيران ( يونيو ) هو الوقوف جانبا والمراقبة بعد ان جروا أمتهم الى تلك الحرب؟ كيف لهم ان يعرفوا عن اللواء الاربعين الذي قدم اعدادا من الشهداء كالمقدم عبد الله الشقير والرائد

<1>