إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلس الأعيان والنواب الأردنيين حول الأوضاع الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 256 - 260 "

حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلسي الأعيان والنواب
الأردنيين ، حول الأوضاع الداخلية والعربية الراهنة.(1)

عمان، 3 / 4 / 1971

 

( الدستور، عمان، 4 / 4 / 1971 )

          الحقيقة أنا شاكر للاخوان جميعا اللي أتحتوا لي هذه الفرصة، أرحب فيهم في بيتهم هذا، وفي نفس الوقت أجد بانه الظروف القاسية اللي تجتازها القضية العربية والمراحل الخطيرة اللي تمر فيها القضية الفلسطينية بالذات، وبالتالي نتأثر بانعكاسات هذا كله في هذا البلد، تفرض علينا الصراحة وتوجب مثل هذه الاجتماعات، وخاصة بالنسبة لابناء هذا البلد وممثلي هذا الشعب ومن حملوا المسؤولية فيه وتحملوا المسؤولية، بغض النظر عن مواقعهم في بلدنا في أسرتنا الواحدة اللي ننتمي اليها جميعا.

          القضية أخطر من أن تكون قضية أشخاص، والقضية قضية مصير أمة. بطبيعة الحال الاخوان أحيطوا بمجريات الامور وبين وقت وآخر اطلعوا على كل جديد. قد تكون هناك نواح خافية. قد تكون هناك أمور غامضة ربما السبب انها متصلة في شخصيا بالنسبة لما أتحمل من مسؤوليات، فألجأ بين وقت وآخر لدعوة اخواني لبيتهم هذا لنلتقي ونتحدث بصراحة في كل الامور. احنا في الواقع نعتبر بانا بالنسبة لفلسطين وقضية فلسطين، بالنسبة للعمل في استعادة الحق وانقاذ المقدسات، بالنسبة للخطر اللي يهدد أمتنا ويهدد الشرق العربي بالذات، نعتبر أنفسنا في هذا البلد في مكان القلب. المعركة معركتنا وهذا قدرنا، والخط اللي نقف عليه هو أطول الخطوط، كان في الماضي ولا زال هذا البلد يشكل الدرع، ولو تصدع هذا البلد وانهار، كما يبدو بأن الكثيرين يريدوا له أن ينهار، لكانت كارثة بالنسبة للمستقبل والمصير لامة العرب.

          في تحملنا لمسؤولياتنا في هذا البلد عبر السنين الطويلة، يعرف كل انسان بانه لم نعالج أي مشكلة، سواء في الداخل أو في وطنا العربي، باعتبارها مشكلة شخصية بيني وبين أي مجموعة من الناس أو أي انسان، كنا نعتز ونفتخر بالرغم من كل الهزات اللي تعرض لها وطننا العربي وتعرضنا لها. في هذا البلد بالذات، مرت سنوات وسنوات ولم ترق نقطة دما واحدة، ثم كانت كارثة حزيران ( يونيو ) عام 1967 وبدأنا من جديد ننظم ونحاول جهدنا أن نبني من اسباب ووسائل القوة ما يمكنا من الدفاع عن أنفسنا والدفاع عن حق أمتنا اداء للواجب نحو اخوانا وأهلنا الصامدين في الارض المحتلة، اللي صمدوا في وجه الاحتلال، واللي صمدوا في وجه الظلم والعدوان، واللي صمدوا بالامل فينا جميعا وفي الوطن العربي الكبير، ولانه القضية مثل ما ذكرت قضيتنا من زمان بعيد، وقضيتنا من الثورة العربية الكبرى وعبر السنين، الشعب في نظرنا هو في الواقع شعب واحد، الاسرة أسرة واحدة، والهدف لا بد أن يكون واحدا. بالنسبة لحق هذا الشعب في أن يقاوم المحتل، ويقاوم العدوان، يقاوم الظلم، افسح له، آمنا في هذا الحق، ودافعنا عنه، وافسحنا له في ميادينا وفي بيوتنا وفي ارضنا في ارضه ليتهيأ لاداء الواجب. تقديرنا كان بان المقاومة هي مقاومة المحتل لارضنا اللي يهدد مصيرنا ومصير أمتنا، اللي يحاول ان يثبت اقدامه في الارض اللي احتلها، نم ينطلق لتنفيذ المزيد من مخططاته على حسابنا وعلى حساب امتنا. المقاومة تكون عادة خلف خطوط الاحتلال لتنسف وتحطم قدرة العدو على الاستمرار في


(1) ترأس الملك حسين اجتماعا عقد في قصر بسمان وحضره اعضاء مجلس الاعيان والنواب، والسيد وصفي التل، رئيس مجلس الوزراء الاردني، وعدد من المسؤولين الاردنيين، وتحدث فيه عن الاوضاع الداخلية والعربية.

<1>