إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلسي الأعيان والنواب الأردنيين حول الأوضاع الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 256 - 260 "

احتلال الارض، لتؤثر على اقتصاده، لتؤثر على معنوياته، لتسبب إله ما يجعله يشتت جهده العسكري، ليشعر العالم انه الشعب يقاوم بالفعل. هذا جناح للعمل العربي، والجناح الآخر هو بناء القوة العسكرية القادرة على منع العدو من تنفيذ المزيد من مخططاته، ثم الانطلاق لتحرير الارض، نترك لكل إنسان، وكل انسان يعيش في هذا البلد يعرف شو اللي صار، ويعرف كيف تحولت الامور عما كان يجب ان تكون عليه. وقلنا في مرات كثيرة بانه لا بد من العمل بكل وسيلة لانقاذ أهلنا واخوانا ومقدساتنا، وان نقابل باطل عدونا في هذا العالم كله بحقنا، فكان العمل الى جانب الشقيقة الجمهورية العربية المتحدة امتدادا لما قام بيننا قبل المعركة في حزيران ( يونيو ) وبعدها في مؤتمر القمة في الخرطوم، قبلنا قرار مجلس الامن رقم 242، واستمرينا في التنسيق والتعاون. من جانبنا تفسير هذا القرار بالنسبة النا هنا زوال الاحتلال عن كافة الاراضي اللي احتلت في حزيران ( يونيو ) 1967 وفي طليعتها القدس. وقيل، وهذا واقع، بانه وضعنا في الاردن يختلف عن وضع الشقيقات اللي اتعرضت للعدوان وللاحتلال، احتلال أراضي الها من قبل العدو، مواقعنا في الضفة الغربية كانت مواقع عسكرية، مواقع توقف عندها القتال في 1947، وانما بالنسبة لاخوانا الآخرين هناك حدود اقليمية للشقيقات مع فلسطين بالذات، وجوابنا على هذا بانه الخط يجب أن يكون خط خمسة حزيران ( يونيو ) اذا كان فيه لزوم ،لأي تعديلات تكون تعديلات بالمقابل تكون بسيطة جدا وتتم برضانا، بهديك المرحلة. اما بالنسبة للقدس بالذات، فالقدس أرض محتلة والقدس يجب أن تعود، وبدون القدس لا يمكن أن يكون هناك سلام، القدس اللي هيه قدسنا وقدس آبائنا واجدادنا، واللي كان وجودنا فيها استمرار لمقام بأكثر من الف عام، وحق للمسلمين فيها واضح والمسيحيين ايضا. وجاء ذكر التدويل فقلنا بانه التدويل يعود الى قرارات الامم المتحدة بالتقسيم، فاذا كان البحث في التدويل فلا بد، ان يكون البحث في تدويل الكل، واذا كان هذا جزء مما يجب ان يبحث فيه عندئذ نطالب بأن نعود الى قرارات التقسيم، وان تنفذ بالكامل قرارات التقسيم اللي تجاوزتها إسرائيل على أي حال في 48 بمراحل بعيدة، وقلنا ايضا بانه بالنسبة لاخواننا الفلسطينيين يجب ان يتصلوا بعضهم مع بعض. هذا هو تفسيرنا للقرار، وهذا هو موقفنا وبانه الانسحاب يجب ان يكون كامل عن كل الاراضي العربية المحتلة، بانه الشعب الفلسطيني يجب ان ينال حقه وفق قرارات الامم المتحدة. آمنا بهذا الحق ودافعنا عنه.

          وبالنسبة النا وفي وجه كل محاولات التشويه واثارة التساؤلات وربما شيء من الشعور عنا قلنا ، ولا زلنا عند كلمتنا، عندما تعود كل الارض العربية وننقذ الاهل فيها نترك الهم المجال لاختيار ما يريدوه، اما ان نعود الى ما كنا عليه ونبني ونحسنه، أو يكون نوع من الاتحاد، او يكون أي اختيار آخر لهذا الشعب بمنتهى الحرية لم أبحث في هذا الموضوع بالذات، أقول الحرية والتحرير من كل عوامل الطرد والخوف، لا يجوز ولا يصلح ان تنسحب بنادق اسرائيل لتحل محلها بنادق أخرى، واذا الشعب حرم من حقه في تقرير مصيره، ففي اليوم اللي يزول الاحتلال، وينقذ هذا الشعب، يترك له المجال ليقرر مصيره بكل حرية، وهذه كلمتي في هذا المجال بالذات. هذا هو الموقف ما فيش غيره مع الاعداد وبناء القوة، لأنه بدون القوة لا نستطيع ان نؤثر على عدونا، وبنعتقد بكل صراحة بانه القاء اللوم على هذه الجهة أو تلك في هذا العالم، ربما كان فيه شيء من الحق النا في أن نطلب من الدول المختلفة ان تتخذ مواقف معينة، لكن الاساس هنا. كثير ما تردد في وطنا العربي أن هناك نوايا للدولة للقضاء على العمل الفدائي، أما اذا تساءل أي انسان عن مبرر لهذا منطقي ومعقول لا يجد الجواب عليه، اذ كنا نؤمن بان القوة هيه السبيل وهيه الوسيلة لتحرير الارض، للضغط على عدونا، لجعل العالم يشعر بانه هنالك قضية يجب أن نعالجها ليبدل من مواقف الدول،

<2>