إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلسي الأعيان والنواب الأردنيين حول الأوضاع الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 256 - 260 "

اذا شيء من هذا اللي نتمناه ما تحققش، شو السبب اللي يدعو أي انسان أو أي جهة في هذا البلد للقضاء على شيء نعتبره منا والنا وجزء من قوتنا في المعركة. هل قبلت اسرائيل تنفيذ قرار مجلس الامن الى الآن ؟ هل قبلت أن تعيد النا أرضنا وتنسحب ؟ هل تحقق شيء مما نطالب به ونسعى للوصول اله ثم وجدنا بأنه بينا وبين بعض اخوانا خلاف ؟ لا أجد الجواب أنا شخصيا وقد لا يجده غيري، لكن بقدرة قادر بشكل من الاشكال، ولمزيد الاسف ، انتقلت الى هذه الساحة، الى أرض الشهداء، كل تناقضات أمتنا العربية وتناقضات العالم، وتمزقنا بالنسبة لجزء كبير منا، بالنسبة لجهدنا، بالنسبة لعرقنا، بالنسبة لطاقاتنا، شكل ما حد منه الا الواعي في هذا البلد، وردة الفعل العربية الاصيلة في ابنائه، الفلسطيني منهم والاردني على حد سواء. الرسالة اللي وجهتها مؤخرا الى الاخوة القادة العرب، الحقيقة كانت استمرار للبحث اللي كان في رسالة اذيعت قبل أيام وجهتها في أواخر السنة الماضية، وأنا شايف مع مزيد الاسف وأنا أتألم بما يقع ويدور، المحاولات المختلفة لجعل هذا البلد كبش الفداء، لاتهامه بما لا يجوز انه يتهم فيه للانقاص من كرامته، للاساءة الى مواقفه، للاساءة الى شهدائنا اللي سقطوا ويسقطوا باستمرار في المعركة، جيشنا السبعين الف المتواجدين الآن في صفوفه، الاسر اللي ينتموا الها شعبنا، هذا هو الاردن شعبنا اللي تحمل في قراه وفي مدنه، وقواتنا المسلحة اللي خاضت المعركة في حزيران ( يونيو ) بالقليل مما كان في يدها في ظروف تعرفوها جميعا، ذكرنا اكثر من مرة بان المعركة فرضت قبل سنة ونصف من الوقت اللي كان مفروض تكون فيه متساوي بين قواتنا وقوات عدونا، بالنسبة للامة العربية وبالنسبة لاسرائيل، خضناها لانه آمنا بانه المصير واحد، وبأنه لا يجوز ان نتخلى عن بعضنا البعض في وجه العدوان. وقع ما وقع والمعارك المتصلة من هداك التاريخ والى الآن.

          هذا الشعب اللي قدم من ابنائه للجندية نسبة تفوق أي نسبة في العالم، بالنسبة لأي شعب آخر. من ناحية العدد والامكانات ومحاولات لعزل البلد، محاولات اتهام البلد بما لا يجوز ان يتهم فيه هذا البلد بالذات، محاولات لاضعافه واستنزاف قوته، حرمانه من القليل القليل اللي، لا يقاس بما يقدمه يهود العالم لاسرائيل، واسرائيل في الاساس الكثير من التفوق في المجالات المختلفة، في التسليح وفي الاعداد، وفي التخطيط بعيد المدى، محاولات لتعطيل بنائنا العسكري واضعافنا وانهاكنا، محاولات قد يستسلم تجاهها أي بلد الا هذا البلد، لن نضعف ولن نستسلم وسنستمر نؤدي واجبنا الى النهاية بكل شرف وبكل قوة.

          أشرت قبل قليل الى الدور اللي بعتقد بانه المقاومة كان بامكانها تؤديه، وأي مقاومة يفترض انه تؤديه، في الارض المحتلة هذا الدور مع الاسف هو الدور اللي يؤدي في هذه الارض بالذات، محاولات لشق الوحدة الوطنية، حرمان الطالب من الذهاب الى مدرسته، حرمان الانسان من أن يعيش يأمن، أن يكون أمين على نفسه وعلى زوجته اذا خرجت من بيته، على ابنه وعلى بنته، حالة القلق والرعب، والتاجر، الجندي وهو عائد في اجازته من الخط الامامي، الضابط، جسورنا وعباراتنا ومصفاة بترولنا وسكة حديدنا. في الماضي كانت اغارات من قبل قوات العدو، الان نتساءل عن السبب وعن المبرر. يجب أرجع معاكم الى المرحلة بين الثمانية واربعين وبين السبعة وستين بالذات، كيف كان العدو يهاجم بعض القرى النائية، كيف كانت الضجة في كل مكان على انه الجيش ماكانش موجود فيها، كيف أجبرنا بالتالي على انه نوزع قواتنا في كل مكان ، وكيف بالتالي هيأنا له الفرصة في حزيران ( يونيو ) 67 بأن يتقدم ويصل بشكل اسهل الى ما يريده.

          العملية كأنها نفس العملية من جديد، محاولات استنزاف هذه القوة، ومحاولات صرفنا عن تدريبنا وعن تجهيزنا وعن استعدادنا وعن مواجهته في أخطر الظروف، في أخطر المراحل.

          الموقف على قناة السويس قد ينفجر في أي وقت، قد ينفجر هنا، ومرة ثانية بحب اؤكد للاخوان جميعا شعورنا بانه ما لم يكن هذا البلد بالفعل جاهز بكل معنى الكلمة، فستكون الخسارة كبيرة جدا على أمتنا. احنا واعين لهذا متنبهين اله وننبه اله في استمرار، انما حملة تضليل، وتشويه الحقائق وقلب المفاهيم اساءة لهذا البلد في كل مكان من الوطن العربي وفي الخارج، اذا عدونا لا يريد أن يعود الى الخطوط اللي انطلق منها في حزيران ( يونيو ) 67 هوه يعمل ومن يعطف عليه يعمل ايضا لتغيير الواقع على الارض من جديد لمصلحته.

          حتى يكون تراجعه من بعد الى ما هو أقل بكثير مما نتمنى ونريد، وأن أدلة كثيرة بان هذا يخطط له ليتم على حسابنا في هذا البلد، يقال بأنه نعالج الامور بشدة، المنا ما اله حد لانا نحتاج لان نعامل أي انسل بشدة في هذا البلد، الشدة نعامل فيها اعدائنا، أعداء أمتنا، ولكن ما تحملناه لا يذكر ما تحمله كل انسان منا ومستمرين في تحمل الكثير الكثير، انما هناك حدود. وبحب أقول بمنتهى الصراحة والوضوح انه لا يمكن أن نساوم على أمن هذا البلد وعلى استقراره ، على احترام قوانينه وانظمته، على أمن المواطن

<3>