إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلسي الأعيان والنواب الأردنيين حول الأوضاع الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 256 - 260 "

والجندي. لا يمكن بشكل من الاشكال ان نسمح بهذا، لا يمكن ان نضع كرامته في الميزان كرامة المواطن وكرامة الوطن. في هذا المجال بالذات اعتقادي راسخ بأنه فيه تعاون للجميع ما يسهل المهمة ما يعطي الصورة الصحيحة لواقعنا، ورجائي واملى الكبير الحقيقة في أن يرتفع كل اخواني الى مستوى المسؤولية. الخلافات اللي تقوم بين الاخوة لا يجب ان تترك اثرها على مصلحة هذا البلد وعلى قضية هذا البلد ومستقبله، اللي هي جزء مهم من قضية مستقبل أمتنا ومصيرها، عندي سجل طويل من المعلومات عن تصرفات كثيرة وعن أقوال كثيرة ربما ساهمت في خلق هذا الجو وتساهم باستمرار من قبل البعض، عندي سجل طويل بكلمات قيلت في حق هذا الجيش وفي حق هذا الشعب، لان هذا الجيش هو هذا الشعب، هذه يجب أن تتوقف واللي بتمناه في الحقيقة أن تكون صورة هذا البلد الصورة اللي عرفتها في الماضي.

          الجميع يعمل يد واحدة وقلب واحد يدافعون عنه لانهم يدافعوا عن الحق، في هالحالة يدافعوا عن قضية أمتهم يدافعوا عن فلسطين ويعملوا في الطريق اللي اختطيناه لانفسنا، طريق البناء ، بناء القوة والاستعداد لمواجهة قدرنا وأداء واجبنا على أكمل وجه في الوطن العربي، مع الاسف الصورة على ما يبدو لي غير واضحة، أرجو أن لا يساهم أي انسان منا في جعلها غير واضحة بعد الآن، انما الطريق اللي اختط من قبل البعض في خدمة قضية المصير باتهام الاردن والتهجم عليه وحرمانه من القليل اللي كان يجب ان يقدم أضعاف أضعافه لهذا البلد حتى يهيئ قوته، ومدح الاخرين والتظاهر بتأييده لا استفادت المقاومة لا استفاد الاردن ولا استفادت القضية. الحالة مؤسفة ومؤلمة الى ابعد الحدود، الحالة أيضا ممكن أن تتبدد بتعاون الجميع وعمل الجميع وارتفاع الجميع لمستوى المسؤولية.

          احنا عندنا معلومات اكيدة، هذه المعلومات تجمعت خلال فترة من الزمن، ومن خلال بعض التصرفات في لقاءاتى الكثيرة في اخوان لي قادة في هذا الوطن العربي بأعلى المستويات ما انكروا بانه عندهم نفس المعلومات وعندهم نفس الانطباعات، على أنه دخل للساحة ناس يغرروا بشبابنا وتظهر النتائج في ما نواجه ونعانى منه متصلين بالعدو ومع الاسف. لا يتكلموا هذا بصراحة والا كانت المهمة أسهل. هناك معلومات عن مخططات لمزيد من التخريب في هذا البلد، بطبيعة الحال أي احتمال من هذا النوع بلغنا الجميع اللي نتصل فيهم بانه اذا وقع أي شيء يتحملوا المسؤولين المسؤولية، في هذا كله مهمتنا الان أن ننظم صفوفنا ونرتب حالنا بالشكل الصحيح. احنا، لا نقبل الوصاية علينا من أي جهة من الجهات، أنا لما توجهت الى القاهرة في ظرف من أصعب الظروف اللي كنا نجتازها في هذا البلد، والتقيت باخواني هناك لاني بالفعل شعرت بان الدافع حرصهم على المصلحة وحرصهم على أن لا تراق الدماء الا في ميدان المعركة، هذا ما أشعر فيه، وبالتالي قبلنا بأن يأتوا الى هنا ويساعدونا ويعينونا ويطلعوا على الحقائق، هذه الروح هي روحنا دائما لكن هذا لا يعني بأنها احنا سمحنا لأي جهة من الجهات أو ممكن نسمح أن تفرض علينا وصاية هنا، ان تتدخل في امورنا في أمننا في استقرارنا، ان تدعي الحرص على واحد من أبنائنا اكثر منا، أو أن تقبل أن يكون في هذا البلد ما لا تقبله في أي بلد عربي آخر، فبنجتاز هذه الصعوبات كلها بعون الله، لكن ما في شك فالانسان كله ألم لما يواجه فيه وما يواجهنا، انا شخصيا. اعتدت على هذا كثير، الحقيقة الانسان يعيش في هذه الدنيا وكل همه ما سيقال عنه بعد كذا سنة من ذهابه، ويحاول أن يعيش مرتاح الضمير، أما الزوابع والاعاصير تعرضنا كثيرا للكثير منها، لكن الحقيقة الشيء اللي يألم له الانسان الى أبعد الحدود ما يواجه في هذا البلد عدونا عم يخطط من زمان لقضية نسف الوحدة الوطنية وقضية حل المشكلة على اعتبار أنها فلسطينية، الها علاقة بالفلسطينيين وما في شك ابناء فلسطين هم في الطليعة وحقوقهم هى ما نحرص على أن ننفذها بالكامل، لكن الظاهر أنه في ايضا تيار مقابل يشجع مثل هالفكرة هدي ويشجع مثل هذا الاتجاه ، في وقت فلسطين كلها محتلة من قبل عدونا، في وقت فلسطين بالاضافة الى أراضي عربية أخرى محتلة من قبل الاعداء، مرة ثانية الشيء اللي أشعر في فترة طويلة من الزمن الحقيقة انه أمتنا مع الاسف ما عم بتقدم الشيء اللي تستطيع ان تقدمه لضمان النتائج في هذه المعركة، وربما لسبب أو آخر البعض يجد طرق مقتصرة لحل القضية والتخلص من التبعات والمسؤوليات. وآلمني جدا في ذهابي للخارج في الفترة الاخيرة، وفي اتصالاتي كنت أشعر بانه الحديث عن الدولة وعن الدويلة والكيان سواء في الضفة الغربية، أو في الضفة الغربية وجزء من الضفة الشرقية، باستثناء القدس وربما واجزاء منها، كلام ما في، الدور مش هين مش سهل وانه فيه اتصالات عربية على مستوى دول، الدول الكبرى في هذا الخصوص بالذات. هذا كان السبب اللي جعلني قبل سفري الحقيقة نتيجة المعلومات اللي كانت عندي اوجه الرسالة اللي أذيعت قبل أكم يوم والسبب في اني وجهت الدعوة لمؤتمر قمة من جديد ما بنتصورش يكون هناك ظرف أخطر من هذا اللي نجتازه في الوقت الحاضر كأمة. وما بعرف شو بتكون النتائج لكن أملي كان ولا زال نواجه كل هذا بمنتهى الصراحة في وطننا

<4>