إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) حديث الملك حسين أمام أعضاء مجلسي الأعيان والنواب الأردنيين حول الأوضاع الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 256 - 260 "

العربي ونعرف بالضبط شو المقصود، واذا كان عند أي أخ من اخوانا اي رأي آخر نبديه بصراحة، فنعرف شو الطريق ونتبين معالمها ولا نحمل ما يجب ان تحمله من اعباء وتبعات، فيما عدا هيك بالنسبة للداخل هنا، الاوضاع مثل ما بتشوفوا وبنعيش كلنا مع الاسف في بعض الناس اللي همهم الاثارة من وقت لآخر وخلق جو غير عادي وغير طبيعي، والغريب الاعداء في الخارج، وسائل الاعلام المعادية النا ولامتنا ولقضيتنا، نفس الخط، نفس الكلام، نفس الاتجاه مع بعض الناس اللي هم منا، وكان يفترض يكونوا النا. التدهور الاخير الحقيقة كنا أيضا على اتصال بقسم من اخوانا، هيأنا رسالة ووجهناها الى الملوك والرؤساء، مع اخوانا في سورية بطبيعة الحال الجو أفضل بكثير مما كان عليه، واتحرك أخي الى دمشق وقوبل مقابلة حارة تماما من اخوانا هناك. في نفس اليوم اتى شخص مسؤول الى هذا البلد اله علاقة بطبيعة الحال بالمقاومة مباشرة، وبمجرد وصوله أرسل برقيات انذارية الى كل فئات وفصائل المقاومة بانه الدولة بتستهدفهم باربد وبتستهدفهم بكذا فخليكم على اعلى درجات الانذار والاستعداد والتهيؤ، وبعد هذا اللفت فملناش تفسير آخر الا انه هي محاولات عزل، محاولات اساءة للبلد، محاولات السير في طريق، لا تخدم الا اعداءنا واعدا، كل انسان يدعي الحرص على فلسطين وعلى العمل من أجل فلسطين. أربد العملية بدت حوالي 24 ساعة بدون ما يكون أي نوع من الاجراء المقابل، الى ان وصلت الى درجة اللي الناس ضحت فيهم الكائنات فادخلت الحامية أو المجموعة الموجودة هناك وبسرعة وبكل بساطة انتهت القضية والناس ارتاحت الى حد كبير. آلمني الى حد كبير الدرجة اللي انحطت الها بعض النفوس في تبرير بعض الاعمال، اكثر من وقوع حادث قد يقع الاسباب المبررات اتهام جندي أو ضابط أو منتم لقواتنا المسلحة، اللي بنعرفها كلنا، في اخلاقه في اسلوب معاملته للناس، الحقيقة حزت في نفسي اكثر مما حز في نفسي الكثير مما سمعنا منه الكثير، الحالة الآن في عمان بعض الاحياء مجموعة بسيطة من الناس لكن محاولات اثارة، محاولات دفع طلاب الى التظاهر والاحتماء من خلفهم، اذا مانجحثس هذا اطلاق نار في الهواء حتى تكون في جو متوتر، تقفل الاسواق تعود الناس الى بيوتها، عملية ما بتتحمل انها تستمر ولا تتحمل شيء في الحقيقة لو اردنا أن نعالجها. لكن المحاولات الحقيقية قائمة من قبل الاخوان المسؤولين بالاتصال مع المسؤولين في الجانب الآخر، المفروض انه يكون ايضا منا انه اذا فيه أيضا حسب عادتنا دائما ولو ربع في المليون من الامل، وفي انه العملية تتم بدون أي نوع من الشدة، وانه نخلي عمان من المسلحين والسلاح بشكل نهائي، بالشيء اللي مش مفروض يكون أصلا بالنسبة لكل الاتفاقات اللي عقدت بينا وبينهم. وخلال فترة قصيرة جدا يكفي الله المؤمنين شر القتال. واصلا مش مفروض يكون قتال بين اخوة وأهل. انتقلت الامور الآن الى محاولات تخريب في مختلف انحاء البلد، مثل ما بتعرفوا امس بالمصفاة السكة الحديد في عدة مواقع الان. جسور عبارات كمائن لدوريات مسلحة في الامام ايضا على الصعيد العربي.

              ومرة اخرى بنكرر بانه ما فيش حل سلمي وحل حربي ، فيه حل واحد الممكن نقبل فيه استعادة أرضنا وانقاذ قدسنا وانقاذ ناسنا. لكن مع الاسف العملية كلها الحقيقة هي من نتاج انتقال كل التناقضات العربية والعالمية الى ساحتنا بما فيها ايضا عناصر متصلة بعدونا نفسه وهذا ما يعترف فيه القادة العرب لما نلتقي معهم ونتحدث معهم، فهذا كله اللي يفرض علينا كلنا الحقيقة ننتبه، كل واحد منا يشتغل في مجاله وفي ميدانه ونتعاون بالفعل لندفع عن هذا البلد ما يراد فيه وما يراد في أمتنا وفي قضيتنا بالذات.

          ووجدت بانه اضع الاخوان كلهم في الصورة، وربما انا مخطئ الحقيقة لان كل هذه الاشياء كان لازم تكونوا على اطلاع تام فيما يتعلق فيها في الماضي، لكن بنتأمل في المستقبل ان شاء الله في اجتماعات مستمرة وأيضا أن يزودوا الآن بكل جديد.

          وفيما عدا هيك كلنا ثقة بحتمية تغلبنا على كل هذه الصعوبات، وبانه هذا البلد راح يبقى في الطليعة دائما في أدائه لواجبه على أكمل وجه في قضية امتنا العربية ومصيرها ومستقبلها، وبالنسبة لفلسطين بالذات اهلنا واخوانا وابنائنا اللي ما ممكن نتخلى عنهم مهما كانت الصعوبات، ومهما كانت التحديات ولا عن دفاعنا عن حقهم. حقهم في أن ننقذهم من عدوهم المحتل لأرضهم وحقهم بالتالي في تقرير مصيرهم بكل حرية في مستقبل فيه كل الخير بعون الله أو نقضي دون ذلك، واشكركم، والله يعطيكم العافية.


<5>