إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

الأرض الآن فان مرور الزمان لن يدفع بها إلى النسيان بل أن هذه البذور سوف تكبر مع كل يوم. ولن يزيدها مر السنين إلا تعقيدا وخطورة.

          سيادة الرئيس

          في منطقتنا من العالم، في الشرق العربي، نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسؤولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين، فهل أدى مرور الأيام والسنين إلى حل المشكلة، هل نسي شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره؟ هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب فلسطين وتآمر الاستعمار الذي كان قائماً بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم.

          ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ملكاً للمستعمر ينزعها بكلمة، من أصحابها ويعطيها لغيرهم وفقا لمشيئته.

          ولكن للاستعمار منطقه، وكان منطق الاستعمار في جريمته من شعب فلسطين، أن يمزق الوحدة الجغرافية للعالم العربي من ناحية، وأن يقيم لنفسه وسط العالم العربي من ناحية أخرى، قاعدة يهدد منها الشعوب العربية.

          وما اظننا نملك دليلا على ذلك أقوى من دليل التآمر الذي صاحب العدوان الثلاثي علينا سنة 1956.

          والآن هل قبلت شعوب الأمة العربية الُفرقة الجغرافية التي فرضها الاستعمار. إن من المظاهر الجديرة بالتأمل أن تيار الوحدة العربية استمد في هذا العدوان قوته الكبرى فإذا هو في أعقابه يحقق قيام الجمهورية العربية المتحدة.

          فهل قبل شعب فلسطين ضياع وطنه وهل قبلت الشعوب العربية هذا الضياع؟

          من المؤكد أن تصميم الشعوب العربية على الحقوق العربية في فلسطين أصبح بعد هذا العدوان من أظهر القوى المحركة للحوادث في الشرق العربي.

          والحل، الحل الوحيد في فلسطين كما هو الحل الوحيد في الكونجو أن تعود الأمور سيرتها الأولى وأن ترجع إلى النقطة التي بدأ الخطأ عندها.

          في الكونجو لابد أن تعود الأمور إلى الموقف كما كان حين قامت الحكومة الشرعية في ليوبولدفيل بدعوة الأمم المتحدة إلى مساعدتها. وكما كان حين وافقت الأمم المتحدة على هذه الدعوة بهدف حماية استقلال الكونجو وصيانة وحدته الوطنية.

<5>