إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

          كان حصل كلام كتير الشهر ونص اللي فاتوا. كلنا اتكلمنا كل واحد فيكم اتكلم، كل عيلة اتكلمت، وكل مكتب اتكلم. وده طبيعي، ولكن أريد أن أقول أن ظاهرة نقد النفس التي عاشها مجتمعنا في الفترة الأخيرة بعد النكسة ظاهرة صحية وهي دليل حيويته ودليل قوته.

          طبعاً أنا كنت بأسمع وبيجيلي وبأسمع الكلام ده وكنت بأحاول الحقيقة على قد الانتقادات والحاجات اللي بأسمعها الحاجة اللي ألاقيها وجيهة واللي ألاقي لها حل أقدر أعمله. فيه حاجات ماكنتش أقدر ألاقي لها حل. موضوع الإذاعة، ناس بيبعتوا لي جوابات بيقولوا لي انهم زهقوا من الأناشيد. أيام ما كانت الإذاعة أناشيد طول النهار، ويقولوا لي يعني مش قادرين نسمع المحطة دي وحا نضطر نسمع محطات أجنبية لأن الواحد فعلاً اللي جي تعبان من شغله مش ممكن يروح يرقد في السرير ويفتح الراديو ويسمع أناشيد حماسية. عايز يسمع مزيكة، جوابات جت لي بهذا الشكل.

          أنا قلت لوزير الإعلام يعني غير الإذاعة، وقمت سألتهم البلاد اللي كانت بتحارب، فيه بلاد قعدت حاربت يمكن خمس سنين في الحرب العالمية الثانية، قعدوا يحاربوا خمس سنين يعملوا أناشيد حماسية، سألت الناس اللي كانوا في لندن، سألت الدكتور القيسوني، كان في لندن في الوقت ده، قال لي أبداً ده الإذاعة كانة ماشية زي ما هي فعلاً، مش معقول اللي بيقعد يحارب خمس سنين يقعد خمس سنين يعمل أناشيد حماسية، أبداً لأن الحياة بتمشي، الحياة بتستمر، الحياة الطبيعية رغم الحرب ممكن بيكون فيه تعبئة شعبية وممكن في مقاومة شعبية، ممكن ناخد كلمات حماسية وأناشيد حماسية وفي نفس الوقت الحياة الطبيعية موجودة. الدنيا ما انتهتش، فأنا قلت لوزير الإعلام يعني خفف الإذاعة لأن عندي جوابات ناس بتشتكي من الإذاعة وبيقولوا حا نسمع الإذاعات الخارجية. غير الإذاعة، جت جوابات إزاي نعمل أغاني عاطفية والمعركة.

          الموضوع الحقيقة ما قدرتش أجد له حل، ومع ذلك لابد أن نجد النغمة الصحيحة اللي توفق بين ده وبين ده. ولازم نسيطر أيضاً على أعصابنا، أعصابنا أكثر ما نحتاج إليه الآن. يجب أن لا تضيق نفوسنا ببعضنا وأن نكون لكل منا ثقة بغيره. تركيز العدو علينا هدفه الأساسي اللي لسه ما حققوش عايز يضيع علينا كل ده. لابد أن ندرك أننا أمام مرحلة هامة تحتم علينا البناء والحرب وهذا شعار قديم من شعارات نضالنا، يد تعمل للبناء ويد تحمل المدفع.

أيها الأخوة:

          الميزانية الجديدة يمكن تطلع بكره أو بعد أيام، واضطرينا في الميزانية الجديدة إن إحنا نخفض خطة التنمية، نؤجل مجمع الحديد والصلب سنة، لكن فيها استمرار للعمل في الصناعات، في الأرض الجديدة والكهرباء، وآخر ميزانية للسد العالي، وعملنا ده علشان ما ينفعش الضغط الاقتصادي علينا، وعلشان نقدر الفلوس اللي كنا حانصرفها في هذه الأمور حانصرفها في شراء القمح وفي الضروريات.

<19>