إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

          أنتقل إلى طريق العمل العربي. بدأنا في الحقيقة من أول لحظة بعد النكسة وكنا على اتصال طول الوقت ببعضنا، وكنا على اتصال بغيرنا في محاولة لرسم صورة صحيحة للموقف بأبعاده العربية والدولية. حصلت اجتماعات في القاهرة، الحقيقة هذه لم تكن اجتماعات مرتبة أبداً. الرئيس بومدين بعت لي وقال لي إنه جاي القاهرة الصبح وبشعوره العربي الصميم حس الراجل إنه لازم ييجي يقعد معانا ويشوفنا في وقت عصيب، إحنا واستقبلنا الرئيس بومدين. الرئيس بومدين لما جه قال إن كل إمكانيات الجزائر تحت تصرفكم وكل قوات الجزائر تحت تصرفكم. وقال كل ما تطلبه من الجزائر ستلبيه الجزائر، وأن المعركة معركة الجزائر.

          والملك حسين برضه بعت برسالة وقال إنه يحب يجي القاهرة، قلنا له أهلاً وسهلاً في بلدك، وجه وحصل اجتماع مع الرئيس بومدين والملك حسين، وسافروا، برضه الأخ عبد الرحمن عارف وجد من الواجب عليه إنه يجي لنا في هذا الظرف، ومعرفتش حتى إنه حايوصل القاهرة إلا قبل ما يوصل بساعة، يعني حتى قام من بغداد من غير إحنا ما نعرف. وبعدين جه الرئيس الأتاسي من سوريا.

          والرئيس الأزهري من السودان، وعلى هذا انعقد الاجتماع بدون تدبير وبدون تخطيط، واتكلمنا فيه على إمكانيات التعاون، والتعاون على إزالة آثار العدوان. ولكن نسأل هل يحجب هذا المؤتمر إمكانية عمل عربي، يقول لا إحنا نتمنى في هذه المرحلة عمل عربي، شعوب الأمة العربية كلها اهتزت لهذا التواطؤ وهذا العدوان، شعوب الأمة العربية كلها في كل البلاد قامت وتظاهرت وأظهرت شعور وناس كتير ضحوا بنفسهم، وفيه ناس اتسجنوا وفيه ناس أضربوا مخدوش مرتبات، وظهرت الأمة العربية الأصيلة على حقيقتها بعمالها ورجالها وأبنائها كلهم، دي الأمة العربية، الأمة العربية هيه الشعوب. يجب أن ينزل الحكام على رأي الشعب العربي في كل بلد عربي.. العلاقات الاجتماعية ليست سبب لمنع الاجتماع، إحنا في موقف أكبر من هذا، المعركة تستدعي تعبئة كل بندقية عربية وكل جنيه عربي وكل فرد عربي وكل جهد عربي. وأنا بقول إحنا لازم نروح مؤتمر القمة ونجتمع علشان نضع كل واحد قدام مسئولياته ولكن متكنش مسئوليات بعض الناس يدوب يبعتوا تلغرافات تأييد أو تلغرافات مواساة، كل واحد ييجي وبيقول إحنا والله أما نروح مؤتمر القمة.. إحنا كنا رفضنا مؤتمر القمة، قد يفهم بعض الناس إن ده تأثير في كرامتنا.. أبداً لا يؤثر على كرامتنا بشيء، إحنا في الماضي لم نقم أبداً وزن اعتبارات الكرامة بالنسبة لمصلحة الوطن العربي، ويمكن فيه ناس بيقولوا هنروح يمكن ناس يكونوا شمتانين فيك، ميهمش إحنا قمنا بواجبنا.. إحنا قمنا بواجبنا بنينا جيش قعدنا عشر سنين نبني جيش من أجل قضية عربية، من أجل الوطن العربي، لم نقصر أبداً، وفي وقت اللزوم لما هددت سوريا لم نتخاذل، كنا رجالة ووقفنا وقلنا إن إحنا هنقف مع سوريا، وده طبيعتكم ودي صفات شعبنا، ومسبناش التانيين لوحدهم وقمنا إحنا معاهم في المعركة.. هزمنا في المعركة زي ما بقول لكم في المعارك ناس بتهزم ودول كبرى هزمت، إحنا تآمر علينا دول كبرى مع إسرائيل والتواطؤ اللي شرحته واضح، إذن

<20>