إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

يسمعوا مننا في المدارس وطبعاً هو كلام عن الثورة والاشتراكية، ولكن بيروحوا في البيت بيسمعوا الكلام اللي بيمثل الرجعية. بيتأثروا طبعاً بما يحدث في بيوتهم وبما حصل في عائلاتهم. وأنا قلت لكم إن ثورتنا مكنتش ثورة دموية عازلة، أبداً إحنا قلنا بالوسائل السلمية بنزيل الفوارق بين الطبقات. الرجعية اتحركت إزاي؟ حاولوا استغلال مظاهرات الطلبة، بعد كده حاولوا انهم يتصلوا بالعمال، وأنا شفت أحمد فهيم وعرفت منه محاولات بكل الوسائل للاتصال بالعمال في أماكن مختلفة من البلد، ليه علشان العمال يسيروا في طريقهم ورفعوا لهم أيضاً شعارات الحرية والديمقراطية، ولكن العمال في كل مصنع وفي كل مكان عمل رفضوا ولم يخدعوا بمحاولات الرجعية ولا بمحاولات الثورة المضادة.

          في هذه المرحلة - مرحلة التحول الاشتراكي - هناك دائماً مشاكل كثيرة، وفي هذه المرحلة - مرحلة التحول الاشتراكي - لم تعامل الطبقة القديمة اللي كانت حاكمانا بعنف. إحنا النهاردة في مرحلة نضال ثوري أقسى من أي وقت مضى، أعدائنا بيعتبروا إن النكسة اللي إحنا فيها أرض خصبة، حاولوا يستغلوا انفعالات الطلبة ماقدروش يحولوها إلى النتيجة اللي همه عايزينها. وبالنسبة للشعارات اللي اترفعت ماقدروش يضللوا، وكلنا نفهم شعارات الثورة بالنسبة للديمقراطية وبالنسبة للحرية، والفرق بين الديمقراطية الاشتراكية والديمقراطية الرجعية. كلنا نفهم إن أحسن وأنسب تنظيم لينا هو تحالف قوى الشعب العاملة إن إحنا شعب طيب ما بيتجهش إلى الصراعات الدموية، ولكن علينا أن نحكم- طبعاً لما يبقى فيه حزب بيبقى العمل في الحزب أسهل، لأن مافيهش التناقضات الموجودة في الاتحاد الاشتراكي- التناقضات موجودة في الاتحاد الاشتراكي موجودة بالطبيعة، لأن هذه التناقضات موجودة في المجتمع. ولكن إذا أرادت الرجعية وإذا أراد الاستعمار انهم يستغلو المواقف اللي إحنا فيها ويتمادوا بتحول التصادم إلى تصادم دموي، ومن الواجب علينا إن إحنا نستمر على الفلسفة اللي إحنا سيرنا عليها دائماً وهي تجنب الصدام الدموي، وذلك يحقق كل أهدافنا. يتحقق أولاً بالديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية والديمقراطية الاشتراكية.

          والشعارات اللي بدون مضمون لا يمكن إلا أن تكون شعارات خادعة. إيه اللي قلناه في الخطب في 23 يوليه و23 نوفمبر، يعني طلعت إشاعات كثير وطلع كلام كثير وطلعت حاجات كثيرة، واتقال إن الريس قال حاجات في 23 يوليه وما اتنفذتش وقال حاجات في 23 نوفمبر ولا اتنفذتش، وأنا جبت الخطب اللي أنا قلتها في 23 يوليه و23 نوفمبر. في 23 يوليه قلت من أين نبدأ وإيه- إيه العمل؟ وقلت الشعب بموقفه يوم 9 و 10 أجاب على أهم سؤال كانت الحوادث تطرحه وكانت النكسة نفسها تلقيه أمامه وهو ما العمل؟ أجاب الشعب كما قلت بالتصميم، بالمقاومة، بالاستعداد لكل التضحيات، بالصمود. ولكن ذلك ليس نهاية وإنما هو بداية. ذلك أننا نجد أنفسنا بعد ذلك أمام السؤال الملح من أين نبدأ؟ وأمامكم هنا وعلى مسمع من شعبنا كله ومن أمتنا العربية أن أعرف أن هناك أسئلة كثيرة في نفوسكم وكل واحد جاي بيسمع الإجابة عليها. أقول لكم بصراحة وبوضوح، ليس هناك طريق مختصر أو قصير إلى ما نريد، أيضاً ليس هناك طريق واحد لا بديل له

<10>