إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

          في 23 نوفمبر قلت إن حصل تغيير، حصلت حوادث ضخمة، واللي أتاح إلى هذا التغيير أن هو الإرادة الشعبية التي تمركزت في جبهة صمود سياسي بطولي، وقلت إن خطوات التغيير تلاحقت وكان بعضه في تلاحقه يبدو وكأنه غير مرئي، وقلت أول حاجة كانت مواجهة النكسة، واتكلمت على هذه الأمور، واتكلمت على التغيير وقلت إن إحنا حانمشي وحانعمل برنامج إلى آخر هذا الموضوع. اتقال إن جمال عبدالناصر في خطبه في 23 يوليه و23 نوفمبر اتكلم على التغيير واتكلم على حاجات ومحناش شايفين تغيير. هو التغيير ايه؟ بالنسبة لي التغيير إيه؟ واحد ماشي في السكة وفرقعت منه العجلة عنده استبن حايجيب العجلة ويركب الاستبن ويركب العجلة، ونقول ده هو التغيير؟ مش معقول طبعاً هو ده التغيير، مش معقول وانتم عارفين سهل أوي ويمكن مش سهل أوي إن أنا أغير عجلة بعجلة، ولكن التغيير بيأخذ وقته المحدد وبيأخذ الدراسة حتى لا نخطئ، وأنا بأقول يجب إن إحنا نكون على بينة من كل شئ ويجب إن إحنا نواجه أعدائنا حينما يشوهوا كلامنا أو يغيروا كلامنا، التقدميين والوطنيين لازم يناضلوا ضد الاستعمار وضد الرجعية.. وإحنا بعد الثورة قلنا إيه؟ وأنا قلت كده في 23 نوفمبر، قلنا بنفتح المجتمع وقلنا عاوزين مجتمع مفتوح، وحتى ناقشنا هذا الموضوع في اللجنة التنفيذية العليا وفي مجلس الوزراء، وفتحنا المجتمع ولكن على أي أساس؟ مش على أساس إن الرجعية تقفز أبداً على أساس الاشتراكية وعلى أساس عدم الانحياز وعلى أساس السياسة الحرة المستقلة، وعلى أساس عدم المساومة. وبدي أقول لكم حاجة، أي انفعالات في المرحلة اللي إحنا بنمر بها بتكون معوقة عن تنفيذ خططنا.

          بعد النكسة تغيرنا إلى مجتمع مفتوح، قبل النكسة يمكن أكثر القضايا اللي كانت بتكون موجودة كنا بنعملها قضايا سرية، طبعاً فيه ناس بتتكلم على قضية المؤامرة، وأنا عارف في قضية المؤامرة حاتيجي حاجات كثيرة جداً لكن أنا كنت عايز الحقيقة الناس تعرف إيه الظروف اللي إحنا كنا فيها والناس كانت فهمة إن من السهل إن الواحد بيقول الأمر وإن الأمر لازم يكون قابل للتنفيذ كأنها كتيبة عسكرية واحدة. الموضوع أبداً مش بهذا الشكل، وأيضاً كان من الواجب إن إحنا نعرف إن الأمور إذا وصلت إلى مراكز قوى وبتختلف وقد تقود إلى مصائب كبيرة. القضية كانت علنية كل شئ فيها كان بيمشي، وده سبيل من سبل المجتمع المفتوح، وإحنا مكناش خايفين أبداً من هذا الكلام. ولكن كنا عاوزين أيضاً إن إحنا نعرف إن مراكز القوى اللي كانت موجودة انتهت، وإن الجيش بيقوم بواجبه الحقيقي بواجبه نحو وطنه بواجبه نحو الشعب، بيقوم بواجبه بعد النكسة أو بعد الهزيمة. إحنا مش أول بلد حصلت فيها هزيمة، وزي ما قلت لكم في أول الحرب العالمية الثانية الجيش الإنجليزي رجع من دنكرك إلى بريطانيا بدون سلاح وبدون معدات وحتى يمكن بدون هدوم كمان، ولكن ده ماتسببش في اليأس ومفصلش بين الجيش والشعب، وغرض عدونا زي ما قلت لكم دائماً أن يمزق التلاحم بين الجيش وبين الشعب، وزي ما قلت لكم غرض عدونا إنه يحط في نفوسنا أسباب اليأس وزي ما قلت وأحب برضه أكرر مرة ثانية إن عدونا يحب يهدد أو يحب يخلخل جبهتنا الداخلية حتى لا تشعر قواتنا المسلحة الموجودة على خط النار أن ظهرها محمي، مش إحنا أول بلد هزمت في معركة، ولكنا بعون الله بالصبر والنضال نستطيع أن نعوض النكسة ونستطيع أن نعوض ما فات.

<12>