إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

          قادة الطيران حوكموا علشان كانوا طلعوا معاش كمدنيين يخضعوا لقانون الأحكام العسكرية، ولذلك طبق بالنسبة لهم القانون العام، صدر النطق بالحكم قبل التصديق، وفي نفس الوقت طبق عليهم القانون العام، أفرج عن اللي أخذوا حكم بالبراءة.

          أنا حبيت أقول هذا الكلام رد على كلام كثير اتقال في البلد، اتقال إن كان حصل تصديق على الحكم، أمال الناس اللي اتحكم عليهم بالبراءة خرجوا ليه.

          وهذا الكلام إحنا الحقيقة ناقشناه في مجلس الوزراء. وبعد كده وزير الحربية أخذ قراره بإلغاء المحاكمة اللي حصلت وتحويلهم إلى محكمة عسكرية جديدة، وفي نفس الوقت قلنا طبعاً أدي سلسلة سوء التفاهم ماذا سيحصل بعد هذا؟ ووزير التعليم العالي قال في الجلسة وتقدم بطلب من مديري الجامعات يطلب فيه تأجيل الدراسة. كان موقفي الحقيقة من هذا كله كما يلي. أنا كنت شايف إن تراكم أسباب سوء التفاهم بعضها يجر بعض، كنت شايف أيضاً إنه لا يمكن لهذا النظام أن يقع في تناقض بينه وبين الجماهير. الثورة لا يمكن لها أنها تقع في تناقض بينها وبين الجماهير. وممكن نقع في تناقض بيننا وبين أعداء الثورة، وممكن نضرب أعداء الثورة ولكن الغريب إن إحنا نقع في تناقض مع الجماهير صاحبة الحق في الثورة وصاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة ونقع في تناقض مع العمال أو نقع في تناقض مع الطلبة أو نقع في تناقض مع جماهير الشعب العامل. وده اللي خلانا الحقيقة قفلنا الجامعة، قولنا النفوس تهدأ والناس تفهم، كل واحد يرجع لعقله، كل واحد بيعرف مين أصحاب المصلحة في استغلال أي مظاهرة من المظاهرات. وقلنا يجب أن لا يسير سوء التفاهم ويستمر التناقض مع الجماهير حتى إذا قيل إن عدد المتظاهرين لم يزد في كل الجمهورية في أي وقت من الأوقات عن خمسة آلاف متظاهر أو ستة آلاف. ولكن هذا أيضاً تناقض، وباين لنا إنه لا يمكن لنا أن نقمع بالقوة شعوراً شعبياً. ومع إن هناك مبررات كثيرة كان يمكن تقديمها، ففي تفكيري رفضت رفض بات إن ده يكون موقفنا إن السلطة تملك بالطبع القوة لمنع قيام المظاهرات، ثم إن الظروف التي يعيشها الوطن تبرر استعمال هذه القوة، وقلت في هذا الصدد وكررت إحنا والشارع شئ واحد، السلطة وقوى الشعب العاملة.

          من هنا من هذا التفكير كنت أرى إن الموافقة على إعادة المحاكمة والموافقة على تأجيل الدراسة في الجامعة حاتدينا الفرصة علشان نوقف هذه السلطة من سوء التفاهم وحتى نلقي أضواء أكثر على ما حدث وعلى ما يحدث وحتى نستطيع أن نطل على الأمور بنظرة أعمق، بعدين نحاول إن إحنا نضع كل شئ في الإطار السليم. النظرة الأعمق أمامنا تبين أن هناك أشياء كثيرة وحيوية لا ينبغي أن ننساها ولا ينبغي أن تنسى. طلعت شعارات في هذه الأيام زي ما قلت لكم إن المظاهرات مشيت سليمة وبعدين طلعت شعارات غريبة، طلعت شعارات مثلاً تنادي بإلغاء الاتحاد الاشتراكي، طلعت نداءات أو شعارات تنادي بإلغاء منظمات الشباب، وبعدين طلعت شعارات تنادي بحل مجلس الأمة. طبعاً مع هذه الشعارات فيه شعارات بالحرية وفي شعارات بالديمقراطية، فيه شعارات بحرية الصحافة.

<6>