(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

          أنا بدي أقول حاجة، إذا كنا في أي بلد من البلاد في ثورة لابد أن تكون هناك ثورة مضادة، إحنا هنا في مصر في ثورة بقى لها 15 سنة وقلنا إن فيه ثورة سلمية وبتحل التناقضات الموجودة في المجتمع بالطريقة السليمة، وأنا قلت لكم مرات كثيرة إن علينا أن نكون على بينة من الثورة المضادة، زي ما فيه ناس ليها مصلحة حقيقية في الثورة، وزي ما فيه ناس ليها مصلحة حقيقية في التغير، فيه ناس ليها مصلحة حقيقية في الثورة المضادة، لأن الثروة المضادة تمثل إيه؟ إنها تمثل تحالف الإقطاع ورأس المال، تمثل تحالف الاستعمار والرجعية.. ما بنقلش إن الثورة ما بتغلطش، لا الثورة بتغلط، وما بنقلش إن الثورة كاملة، لا الثورة لم تبلغ حد الكمال، ما بنقلش إن القوى اللي فيها المصلحة للثورة اتسلبت، بقول لا. بقول إن القوى اللي ليها مصلحة في الثورة بتتكلم وتنقد وأنا قلت هذا الكلام في 23 يوليه وفي 23 نوفمبر، وتحولت يمكن مكاتب الاتحاد الاشتراكي والنقابات والأماكن المختلفة إلى أمكنة للنقد، ولكن الثورة المضادة أيضاً موجودة وانتوا تذكروا إن أنا قلت إن فيه حزب رجعي موجود في البلد وإن هذا الحزب الرجعي موجود ومنظم ومستعد في أي وقت إنه ينقض على هذه الثورة حتى يستعيد ما سلبته هذه الثورة.

          أما نطلع بهذه الشعارات، أما نحل الاتحاد الاشتراكي لمصلحة مين حل الاتحاد الاشتراكي، إحنا بنقول في كل دولة من دول العالم فيه الحزب أو الأحزاب والحكم، ولا يمكن إنه يكون فيه حكم مش مستند على حزب. إحنا ماعملناش حزب، ولكن الميثاق نص على الاتحاد الاشتراكي، على أساس أن يجمع الاتحاد الاشتراكي تحالف قوى الشعب العاملة، العمال والفلاحين والمثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية.

          وقلنا إن إحنا عايزين الديمقراطية، الديمقراطية الكاملة. وقلنا إن الديمقراطية الكاملة لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال كالديمقراطية المزيفة اللي كانت موجودة في أيام الجمعية وأيام تحالف رأس المال مع الإقطاع، وقلنا ما هي الديمقراطية الكاملة، وقلنا إن الديمقراطية الكاملة هي إذابة الفوارق بين الطبقات، وأن لا تنفرد طبقة بالحكم لأنها تكون ديكتاتورية الطبقة. وقلنا في الميثاق إن الشعب المصري رفض حكم أي طبقة. ولكن الشعب المصري عايز الديمقراطية الكاملة باذابة الفوارق بين الطبقات، دي تكون ديمقراطية الشعب العامل. ممكن تكون هناك ديمقراطية زائفة زي اللي كانت موجودة قبل الثورة، أو تطلع مظاهرات تطلع صحف وصحف ترد عليها ويبقى الإنجليز موجودين وتدخل البلد تحت النفوذ الأجنبي. لكن ثورتنا هي الثورة الاشتراكية اللي بتنادي بالديمقراطية الاشتراكية التي تنحصر في إذابة الفوارق بين الطبقات وتنادي أيضاً بالحرية.

          ما هو معنى الحرية. إيه هو مفهوم الحرية في الثورة. إيه مفهوم الحرية بالنسبة للعامل. مفهوم الحرية بالنسبة لأي واحد عامل إنه يشتغل إنه ما يبقاش عامل عاطل، وانه بعد كده يترقى وإن أولاده يشتغلوا وانه يكون عنده حماية من الفصل وتأمينات الاجتماعية. ده الحرية، ما هو مفهوم الحرية بالنسبة للطالب، إنه يدخل المدرسة وإنه يتعلم وأن يكون تكافؤ الفرص، ما هو مفهوم الحرية بالنسبة للفلاح، مفهوم الحرية بالنسبة للفلاح إنه يكون مفيش إقطاع، مفيش استغلال فيه تكافؤ فرص.

<7>