إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مدينة المنصورة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

قبل كده يمكن الاحتلال يسبب لكل واحد ضيق نفسي- كل واحد في هذه البلد وأنا أشعر بهذا الضيق النفسي وزي ما قلت لكم لاحظت في وقت من الأوقات أن الصبر..الصبر..

         الصبر نفذ - الصبر نفذ - طبعا إحنا علينا مسئولية، إحنا بنواجه وقت من أقسى وأصعب الأوقات اللي بتمر بها الأمة العربية واللي بتمر بها بلدنا وعلينا في هذا قوى الشعب العامل إننا لا نفقد الصبر.. علينا أن إحنا نسيطر على نفسنا وما نخليش صبرنا ينفذ وأن المعركة مريرة، معركة طويلة، معركة صعبة، مش معركة سهلة لاننا نواجه إسرائيل وورائها الصهيونية العالمية والاستعمار، والاستعمار بينظر أولاً إلى مصر- حتى الاستعمار أما جه هنا المنصورة من 700 سنة كان بيقول إذا اخضع مصر يقدر يخضع المنطقة كلها نفس القصة بتتكرر لو يخضعوا مصر ممكن يخضعوا المنطقة كلها. إذاً يجب أن لا يكون هناك تصادم بين قوى الشعب العامل ويجب أن نصبر وفي نفس الوقت نبني البناء السياسي ونبني البناء العسكرية، نتيجة الحوار اللي حصل ابتداء من 9 و10 يونيه لغاية 30مارس الحوار الخلاق والمناقشات جاء منها أخيرا البيان- البيان أيضا مجموع مناقشات دارت بين قوى الشعب العاملة. طبعاً فيه مناقشات دارت بين الناس المضادين. الثورة المضادة- وفيه ناس قالوا من الثورة المضادة واعتبروا أن الثورة انتهت واعتقدوا أن الشعب لن يتمسك بثورته. قوى الشعب العامل تمسكت بالثورة ولكنها أيضا تناقشت ونتيجة هذه المناقشات جاء البيان.

         فالبيان في النهاية هو عملية صياغة لكل ما هو إيجابي في هذه المناقشات وهذا الحوار وإذاً فإن الجماهير هي صاحبة هذا البيان. هذا البيان ليس نصاً وضعته وليس اقتراحاً من عندي وإنما هو في النهاية خلاصة حوار بدأ من قبل النكسة واشتركت فيه مع كل قوى الشعب العاملة اشتركت فيه قبل النكسة واشتركت فيه بعد النكسة. في كلامي في 23 يوليه وفي 22 نوفمبر وكان واجبي أن أقوم بتلخيصه وبتخليصه من أي شائبة فيه وأن انسق ما فيه وأن أقوم بعملية ملاءمة بينه وبين الظروف، بحكم ما أتحمله من المسئولية وده كان دوري الوحيد في البيان. إذن ليس البيان تعبيراً عن رأيي وحدي وإنما هو بالدرجة الأولى تعبير عما أحسست به من رأي قوى الشعب العاملة ومن خلال حوارها الطويل الخلاق. بعد كده تنبع مسألة أخري وهي أن البيان- بيان 30 مارس- ليس نصاً مقدساً لا يجوز الإضافة إليه أنه مطروح للاستفتاء كنقطة لقاء بيننا جميعا قوى الشعب العاملة طبعا حين يتم اختيار المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي فأنه يستطيع ويملك سلطة الإضافة عليه ويملك سلطة التفصيل فيه. البيان مش هو النهاية البيان- بيان 30 مارس- هو نقطة بنتفق عليها كلنا نقطة نلتقي عليها كلنا وبتكون دى بداية الطريق، بداية البناء السياسي. وبعد كده نسير في طريقنا قوى الشعب العاملة بتأخذ دورها البناء السياسي معناه أن قوى الشعب العاملة لازم تأخذ دور أكبر من الدور اللي كانت واخداه قبل النكسة في القيادة وفي العمل السياسي إذاً فإن اختيارنا للبيان عبارة عن اتفاق على مدخل للتغيير الذي نطلبه ناس كثير طالبت بالتغيير وأنا أيضا كنت أطالب بالتغيير كنا جميعا نطلب التغيير وكان كل واحد له اجتهاده وله تصوره الخاص لنقطة البداية وأنا قعدت مع ناس وفي مجلس الوزراء وفي مقابلاتي كنت باسأل كل واحد عنده نقطة بداية في تفكيره، كل واحد له اجتهاد.

<6>