(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

إحنا نتنازل لإسرائيل ولمن هم وراء إسرائيل. الاستفتاء هنا مهم جداً. الاستفتاء يبين هل الحل السياسي اللي نتيجته محدودة هو السبيل الوحيد ونفضل في العمل السياسي وحدة أو هل نعمل من أجل المعركة. هل نخوض المعركة الشاملة إذا لم يكن أمامنا سبيل غير هذا السبيل مهما كانت الصعاب مهما كانت التضحيات. موضوع إزالة أثار العدوان موضوع له ظلال كثيرة، الموضوع مش هو مسألة جلاء إسرائيل عن سيناء وحدها. يمكن لو كانت دى هي المسألة الحصول عليها بكره بتنازلات.

          أنا بأقول المثقفين بيفكروا ما ينفعلوش، أنا بأقول لو العملية سينا بس. عايز برضه تفهموا كلامي. لو العملية سينا بس سهل. العملية مصيرنا. مصير العرب. علشان إذا كنا عايزين نسترد سينا ممكن بتنازلات بنقبل شروط أمريكا وشروط إسرائيل، نتخلى عن الالتزام العربي ونترك لإسرائيل اليد الطولي في القدس والضفة الغربية وأي بلد عربي ويحققوا حلمهم اللي اتكلموا فيه من النيل إلى الفرات ونتخلى عن التزامنا العربي. بندى هذه التنازلات ونقول لهم يعدوا في قنال السويس ويرفعوا علم إسرائيل في قنال السويس وبيمشوا ويتركوا سينا. الموضوع مش هو الجلاء عن سينا وحدها. الموضوع أكبر من كده بكثير. الموضوع هو أن نكون أو لا نكون.

          موضوع إزالة أثار العدوان أكبر من الجلاء عن سينا. هل ستبقي الدولة المستقلة اللي حافظت على استقلالها وعلى سيادتها ولم تدخل ضمن مناطق النفوذ وإلا حانتخلي عن هذا. إحنا مجروحين، جزء من أرضنا محتل ولكن رغم هذا، رغم الجرح هل نتنازل عن كل التزاماتنا العربية وكل المثل وكل الحقوق ونقبل أن إحنا نقعد مع إسرائيل لنتفاوض للوصول إلى حل. إسرائيل بتقول كده أمريكا بتقول كده. إسرائيل بتقول إن قرار مجلس الأمن اللي أعلن يوم 22 نوفمبر الماضي ده عبارة عن أجنده، عبارة عن جدول أعمال يتفاوضوا عليها العرب وإسرائيل. هل بنقبل، هل قلنا حانجرب الحل السياسي وحانبني القوة العسكرية ولكن ما قلناش أن إحنا حانسلم. إيه المقصود بإزالة آثار العدوان. لما نتكلم على إزالة آثار العدوان لازم نفهم أطراف وأبعاد إزالة آثار العدوان والمسألة مسألة كبيرة، كبيرة جداً ومسألة أيضا خطيرة لإن أمريكا أيدت إسرائيل وساعدتها في الأمم المتحدة وادتها الأسلحة ادتها المعونات المالية.

          وبمقدار كبر وخطورة الموضوع بمقدار ما يحتاجه من تكاليف وتضحيات يمكن إحنا حصلنا على انتصارات كثيرة في الماضي وأول مرة في 16 سنة بنقابل موضوع بالغ الخطورة وبالغ التعقيد. كان فيه 80 ألف عسكري إنجليزي وكان فيه احتلال. كان فيه عدوان ثلاثي . كان فيه معركة السد العالي ومعركة تأميم القنال. كان فيه معارك كثيرة وكسبناها. وشربنا الكأس الحلو كثير في كل انتصار من الانتصارات . النهاردة الموضوع كبير وخطير ويحتاج إلى تكاليف وتضحيات وصبر وزي ما شربنا الكأس الحلو مرات كثيرة يمكن مكتوب علينا شرب الكأس المر لفترة من الفترات على قد صبرنا وعشان كده نص بيان 30 مارس على الاستفتاء. هل مستعدين نقف ونناضل من أجل المعركة. هل مستعدين أن إحنا نضحي وندفع التكاليف في أول معركة حقيقية تواجهنا بدون انتصار سريع في الـ16 سنة اللي فاتت. المسألة مش مسألة

<8>