إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

الأمم المتحدة. بأقول إن إسرائيل لم تقبل ولم تنفذ، وآخر شئ في هذا هو قرار الأمم المتحدة اللي اتأخد امبارح بالنسبة للقدس ومنع إسرائيل من عمل استعراض عسكري في القدس العربية. رفضت إسرائيل وتحدت الضمير العالمي كله وتحدت كل دول العالم وتحدت قرار مجلس الأمن وشنت حملة مركزة على المنظمة الدولية وعلى يوثانت السكرتير العام للأمم المتحدة.

          ده بيدينا مثل إن إسرائيل لا تأبه للأمم المتحدة ولا لقرارات الأمم المتحدة، وباين وواضح زي ما أعلنوا إن القدس، في موضوع القدس سوف تتمكن إسرائيل من مواصلة تحدي العالم كله وتقيم العرض العسكري، ولكن بالنسبة لنا إحنا كعرب بنقول إن إسرائيل ستدفع ثمن هذا التحدي.

          بالنسبة للموضوع ودلالة موضوع القدس إيه. بالنسبة لكل الذين يتحدثون عن الحل السياسي واللي يأملوا في الحل السياسي من دول العالم أعضاء مجلس الأمن وأعضاء الأمم المتحدة، بنطلب منهم بل نرجوهم أن يتدبروا موقف إسرائيل في أزمة القدس. الأزمة بتاعة النهاردة، ليست هذه الأزمة أزمة معانا وحدنا، ولكنها أزمة مع العالم كله، لأن قرار مجلس الأمن قرار بالإجماع. طبعاً كل الدول في مجلس الأمن استنكرت في كلامها عمل إسرائيل ما عدا دولتين لم يستنكروا في كلامهم عمل إسرائيل. طبعاً من البديهي إن إحدى الدولتين دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، يمكن فيه دولة ثانية من أمريكا الجنوبية، ولكن جميع الدول استنكرت هذا العمل.

          بأقول إيه إن بيبان من تجاهل وتحدي إسرائيل دلالة، وهي إن إسرائيل ليست مستعدة لتنفيذ أي شئ إلا ما يتناسب مع عدوانها وإلا ما يلائم أهدافها وأهداف قوى الاستعمار العالمي.

          علينا نحن العرب أن نثبت لإسرائيل أننا قادرون على دفع العدوان وده ما حاولته أمتنا العربية منذ التحدي الإسرائيلي. بأقول هذا الكلام علشان نثبت مهما صدرت قرارات من الأمم المتحدة فالمعركة آتية لا ريب فيها، لأن إسرائيل حينما تتكلم عن السلام هي تخادع وهي تريد من العرب أن يستسلموا، لأن بين الدول اللي حاربت الحرب العالمية الثانية وألمانيا لغاية النهاردة ما وقعتش اتفاقيات صلح. إسرائيل أما تتكلم عن مفاوضات أيضاً تريد أن تغطي أهدافها الأساسية، وهي التوسع على حساب الأراضي العربية. علينا نحن العرب أن نثبت لإسرائيل ومن هم وراء إسرائيل أننا قادرون على دفع العدوان.

          عليكم أنتم هذه المسئولية. كانت عليكم في الماضي وهي عليكم في الحاضر، وحاتكون عليكم في المستقبل. المسئولية مسئولية كبيرة، المسئولية مسئولية صعبة، المسئولية مسئولية طريقها طويل وطريق مرير لأن قدامنا عدو مخادع ماكر شديد يستغل كل الظروف. وعلينا إن إحنا نواجه هذا المكر بمكر أشد، وعلينا إن إحنا نواجه قوات إسرائيل بقوات أقوى، وعلينا أن نواجه أي تفوق بتفوق. وهم بيحاولوا انهم يشككوا في الرجال. أنا بأقول وأنا التقيت في سنة 48 وفيه ناس كثير هنا التقوا في سنة 48 بالقوات الإسرائيلية واستطاعوا سنة 48 انهم يتفوقوا علينا في التسليح، ويتفوقوا علينا في الجو، ولكن حينما تقابلنا

<5>