(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

أصعب التمرينات الليلية والشاقة وبدون نوم، ولا يتذمروا ولاحدش يتكلم وبيقبلوا هذه العملية. واتعلموا أيضاً إزاي بتكون لهم استراتيجية هجومية، وخططوا عليها وناقشوها مع ناس. ليدل هارت قال إنه راح سنة 1960 وناقشهم هناك في خططهم الاستراتيجية. لازم نتعلم ومانبصش لعدونا ولا نديله نظرة أكثر مما يستحقها، ولا نديله نظرة أقل مما يستحقها. وبعدين في نفس الوقت مانخفيش عيوبنا دالوقت علشان تظهر عيوبنا في المعركة. على كل قائد إنه يقول العيوب اللي موجودة عنده، وأنا سعدت جداً النهاردة أما شفت قائد الفرقة وقال إيه العيوب اللي موجودة عنده، وإيه نواحي النقص اللي موجودة عنده - ده أسلوب جديد - مانخبيش، لأن إحنا إذا خبينا عيوبنا النهاردة حانصلحها ازاى. إحنا لازم نصلح عيوبنا النهاردة علشان ما تظهرش هذه العيوب في وقت المعركة، سواء كانت هذه العيوب في التدريب أو في التنظيم أو في أي ناحية من النواحي، وكل قائد يجب أن تكون عنده الشجاعة، بل أنا مش بأقول بس تكون عنده الشجاعة بل هي مسئوليته الكاملة وانه هو مسئول قدام الوطن عن مهمة سيكلف بها قريباً حتى يتحرر هذا الوطن من الاحتلال الإسرائيلي وحتى يتحرر هذا الوطن العربي كله اللي حايكون واخد هذه المسئولية لازم القائد ده النهاردة يقول للقادة الأكبر والمسئولين عن أوجه النقص. أوجه النقص في التدريب، أوجه النقص في أي ناحية من النواحي، ما نديش عدونا صورة أكبر مما يستحقها، ما نديش عدونا صورة أقل مما يستحقها، لازم نعرف عيوبنا ونعوضها حتى نكون ند لعدونا اللي بيتدرب باستمرار، والعدو اللي كتبوا عليه كل الناس وقالوا عليه إنه عدو ماكر خبيث، وباستمرار يخطط علشان يحقق أهدافه ضد الأمة العربية. البلد تتحرك سياسياً منذ 9 و10 يونيه، قطعاً انتم ما تبقوش منعزلين عن البلد أو منفصلين عن البلد، انتم جزء من البلد، نبض البلد بيبان فيكم ونبضكم بنحس بيه في البلد. ومن الطبيعي إنكم تابعتم التحرك السياسي من 9 و10 يونيه إلى بيان 30 مارس، إلى يوم الاستفتاء يوم الخميس اللي جاي. زي ما قلت في الأول ناس كانوا بيقولوا إيه لازمته الاستفتاء وإيه لازمته وضع هذه المواضيع وطرح النقاش، ما نوجه جهودنا للمعركة. ولكن اللي أنا بأقوله إن الشعب بهذا- الشعب بنتيجة الاستفتاء - الشعب بموافقته على بيان 30 مارس سوف يعطيكم بإذن الله أرضاً أصلب وأرحب ويبين لكم، لقواته المسلحة وللعالم كله أن الشعب أحبط كل محاولات الصهيونية والاستعمار ويثبت إن وراكم جبهة داخلية قوية حاتسندكم وتؤازركم، وأنا برضه بالنسبة لهذه المناسبة أما كان عندي ممثلين أو رؤساء اتحادات الجامعات يوم الجمعة اللي فاتت، وكانوا عندي في البيت، وقالوا ليه إن إحنا عايزين نروح للقوات المسلحة، وإن إحنا شايفين إن هناك محاولات من الدعاية الأجنبية المسمومة تحاول إنها توقع بيننا وبين قواتنا المسلحة وقالوا ليه إن إحنا مستعدين، عايزين نعمل كتائب فدائيين تحارب مع القوات المسلحة. فأنا قلت لهم إن إحنا ما احناش عايزين منكم كتائب فدائيين، لأن إحنا في مصر عندنا القوة البشرية أكثر حاجة، وعندنا القوة البشرية متوفرة. فقالوا ليه إن إحنا بنطلب منك في لقاءك مع القوات المسلحة انك تعبر لهم إن إحنا عايزين طلبة الجامعة الفرصة علشان نروح نزور الوحدات في الميدان أو نزور الوحدات في كل مكان ونثبت لهم إن الشعب اللي خرج من أجل الصمود والشعب اللي رفض الاستسلام وراهم وبيؤيدهم وعنده كل ثقة فيهم. الأولاد كانوا بيتكلموا وهذا الكلام علشان يوصل لإخوانهم، علشان يوصل لقواتهم المسلحة. وده بيؤكد المعنى اللي أنا قلته لكم في الأول، الشعب حينما صمم على الصمود،

<9>