(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

وإذا كانت السلطة تتصور نفسها فوق الشعب فهي سلطة غير شرعية. السلطة ليست أمر والسلطة ليست استعلاء، فبالسلطة لابد أن تكون تفاعل مع الجماهير وتفاعل مع الناس.

أيها الأخوة

          قيادتنا للجماهير لا تكون أمينة إلا إذا كانت على طريق أماني هذه الجماهير وتعبيراً عنها، ولا يمكن أن تكون القيادة عن طريق التصورات الخاصة، أو تعبيراً عن وصاية على الجماهير إذا كنا نتصرف تصرف وفق الحقيقة، فإن الحقيقة ليست جرعة مرة نرغم الناس على شربها لأن فيها فائدتهم، كما نتصور بصرف النظر عن رضاهم وكرههم الحقيقة التي لا يمكن أن يدور من حولها حوار ديمقراطي، ليست حقيقة إما أن يكون العيب فيها وإما أن يكون في الذين لا يقدرون على شرحها، الحقيقة - أيها الأخوة.

          الحقيقة أيها الأخوة بالحوار والنقاش، الحوار ضوء على الحقيقة، الحكم ليس من مهمته أن يفرض وإنما من مهمته أن يعبر. السلطة الشرعية لا تستعلي وإنما تستوحي، والمشاكل التي أعلمها عن جميع طبقات وفئات قوى الشعب العاملة، أرجو أن يجئ الحل لها في المستقبل مرحلة، مرحلة مرحلة وفترة فترة. عندنا مشاكل كثيرة نتيجة نمونا السريع السنين اللي فاتت، عارف إن عندنا مشاكل مواصلات في القاهرة، وعارف إن عندنا مشاكل إسكان في المدن، وعارف إن عندنا مشاكل أيضاً كل واحد عايز يشغل ابنه الخريج من الجامعة أو من المدارس الثانوية الصناعية. إحنا بندي الأولوية للتشغيل لتشغيل الناس لأن اللي حيتخرج من الجامعة أو من المدارس الصناعية أو من مراكز التدريب وحايقعد في بيته من غير عمل بيبقى موجود في بيته بين عيلته زي المصيبة، مش عارفين يعملوا فيها ايه، فإحنا بنقول بنوفر الفلوس علشان نخلق المصانع والناس الخريجين من الجامعة بيشتغلو، الخريجين من المدارس الثانوية والصناعية يشتغلوا، الخريجين من المدارس الثانوية الفنية بيشتغلوا، الخريجين من مراكز التدريب بيشتغلوا. الفلاحين بنصلح أرض ونستزرع أرض أيضاً نوجد لهم أرض جديدة علشان يشتغلوا فيها أو نأخذ الفلوس دي ومانبنيش مصانع ولا نصلحش أرض ونبني بها مساكن وبعدين حنلاقي بيوت نسكنها لكن مش حنلاقي شغل نشتغله. ماهي المشكلة معقدة تعقيدة كبيرة جداً، يا نعمل ده، يا نعمل ده، يا نعمل ده. فإحنا بنشوف الأفضلية، أولاً بنشغل الناس، وبعدين بنأخذ جزء من ثمار عمل الناس علشان نصرفه على الخدمات، نتيجة التوسع في الزراعة وفي الصناعة وفي الخدمات وفي الأجور في السنين اللي فاتت طبعاً أوجدت طلب على السكن وطلب على المواصلات وطلب على الخدمات.

          وهذه مش أزمة بس عندنا إحنا في بلدنا، ولكنها أزمة أيضاً موجودة في جميع أنحاء العالم، وعلينا إن إحنا نبص للمستقبل وأملنا في المستقبل أن نذيب الفوارق بين الطبقات ونخلق مجتمع فيه الفرص المتكافئة، في الفرص المتساوية لكل الناس. لما اتكلم الأخ أحمد فهيم في كلامه واتكلم عن الإدارة والعمال، طبعاً يمكن أنا بأوافق معاه إن هناك بعض من الإدارات لا تحسن تفهم قضية العمال، ولابد لنا من أن نصحح تفكيرهم، أو

<10>