إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي العربي

العربي إجمالاً، العمل الفدائي الفلسطيني، الحرب النفسية المشتعلة علينا، حتمية انتصارنا واشتراطات تحقيق النصر.

          نتناول كل مسألة من هذه المسائل ونلقي عليها نظرة إجمالية تحيط بأبعادها.

أزمة الشرق الأوسط، أنا مش عايز نرجع تاني إلى ظروف قيام أزمة الشرق الأوسط، كل تفاصيلها معروفة، وابتداء بنية العدوان على الأراضي العربية، إلى التواطؤ الاستعماري مع العدو الإسرائيلي، إلى نكسة 5 يونيه ونتائجها الخطيرة المحزنة بالنسبة لأمتنا العربية، بعدها كما تعرفون فقدنا الجزء الأكبر من قواتنا العسكرية. قبلنا تجربة الحل السياسي لعدة أسباب في هذا الوقت، مكنش عندنا بديل عن الكلام عن الحل السياسي، مكنش عندنا قوات مسلحة نستطيع أن نعتمد عليها، وفي نفس الوقت إحنا مش دعاة حرب للحرب أبداً، إذا استطعنا إن إحنا نأخذ حقنا بالعمل السياسي، زي ما حصل في سنة 57 كان بها، وإذا لم نتمكن فليس علينا إلا أن نكافح في سبيل الحصول على حقنا وتحرير أراضينا.

          السبب الثالث عايزين الرأي العام العالمي يكون معانا ويعرف حقيقة موقفنا، بعدين في نفس الوقت يجب أن نراعي أصدقاءنا الحاليين وأصدقاءنا المحتملين قبل أن نراعي أعداءنا، والمعركة في جزء كبير منها تجري على صعيد عالمي وأمام رأي عام باتساع الدنيا، كل الدنيا تريد أن تعيش في سلام، إحنا كنا ندرك منذ البداية ونحن نجرب طريق الحل السياسي أن ذلك الطريق طريق صعب مفروش بالأشواك، لأن العدو أسكرته نشوة النصر ونحن نعلم أن المبدأ القائل بأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة مبدأ سليم وصحيح في كل الظروف، لكننا حاولنا بإخلاص ومازلنا نحاول بإخلاص في ظل قواعد لا نحيد عنها ولا ننحرف. هذه القواعد واضحة وهي ثابتة في سياسة الجمهورية العربية المتحدة: لا مفاوضة مع إسرائيل، لا صلح مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا صفقات على حساب الأرض الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني. هذه هي الأسس اللي سرنا عليها بالنسبة لحل أزمة الشرق الأوسط، بالطريق السلمي. ولكن منذ 23 نوفمبر لغاية دلوقتي حصل أخذ ورد مع ممثل الأمم المتحدة، هل وصلنا إلى شئ؟ لم نصل إلى شئ. تعاونا مع ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة، وتعاونا معاه إلى أقصى حد، وقبلنا نحن قرار مجلس الأمن، أما إسرائيل فلم تقبل قرار مجلس الأمن. ليست هناك مشروعات موجودة الآن عشان الحل السلمي، ولا يبدو أمامي أن هناك مشروعات أو في المستقبل ستكون لإيجاد الحل السلمي. إحنا نسمع من مندوب السكرتير العام للأمم المتحدة وبنقول رأينا على الكلام اللي بنسمعه. ولغاية دلوقتي رأينا أيضاً واضح بالنسبة للحل السياسي، لا نقبل بأي حال من الأحوال التنازل عن أي شبر من الأرض العربية في أي بلد عربي. ومن الواضح إن إسرائيل التي رفضت قرار مجلس الأمن تريد عدة أهداف: الهدف الأول هو تحقيق الهدف السياسي لأنها انتصرت عسكرياً ولم تحقق هدف سياسي، إسرائيل تريد التفاوض المباشر وتوقيع معاهدة صلح، ونحن نرفض هذا الكلام. إذن إسرائيل حصلت على نصر عسكري ولم تستطع حتى الآن أن تحقق الهدف السياسي، توقيع معاهدة صلح مع أي من الدول العربية المحيطة بها. إذن إسرائيل لا تنسحب، تنسحب ليه من الأراضي اللي هي محتلاها بعد أن

<10>