(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي العربي

تمكنت من نصر عسكري ساحق، إسرائيل تبقى زي همَّ ما بيقولوا على أمل أن تتغير الأوضاع أو تتغير الأنظمة وتيجي أنظمة تقبل أن توقع معاهدة صلح مع إسرائيل.

          تتغير الأوضاع إزاي؟

          إن إسرائيل تعلم أن الاحتلال راسخ في قلب كل فرد من أبناء الأمة العربية، الاحتلال يمثل تمزق، الاحتلال شئ غير طبيعي كالكابوس بالنسبة لنا جميعاً، وتعتقد أن هذا قد يؤثر في جبهتنا الداخلية، مما يمكنها من إنها هي والقوى الإمبريالية الاستعمارية التي تعمل من ورائها إنها تؤثر على الجبهات الداخلية، وقد تستطيع إنها تغير الأنظمة وتجيب أنظمة تقبل أن تعمل إلى صلح مع إسرائيل. وطالما أن إسرائيل تعلم إن إحنا لسه ما وصلناش إلى القوة العسكرية الهجومية الساحقة، تبقى إسرائيل في أماكنها على أساس أن تحقق النصر السياسي لتغيير الأنظمة.

          لهذا إسرائيل لا تقبل قرار مجلس الأمن، إسرائيل لا تقبل مناقشة قرار مجلس الأمن. إسرائيل بتقول إن إحنا موجودين مطرحنا على حدود إيقاف النار لغاية ما تقبلوا إنكم تقعدوا معانا تتفاوضوا وتوقعوا اتفاقية صلح. طبعاً نحن نجابه هذا بإن إحنا نبني قواتنا المسلحة وإن إحنا من سنة ماكانش عندنا قوات مسلحة بعد الهزيمة، دلوقت عندنا قوات مسلحة تفوق يمكن اللي كانت موجودة قبل المعركة. بنعمل على تطوير هذه القوات المسلحة بحيث يكون لها التفوق لأن عدونا ماكر ووراءه قوى بتديه كل شئ، بتديه الفلوس وبتدي له السلاح.

          بعد كده نتكلم عن احتمالات الحل السياسي والحل العسكري.

          الأزمة بطبيعتها لا تستطيع الانتظار طويلاً. دلوقت إحنا بقى لنا سنة المنطقة اللي إحنا بنعيش فيها منطقة حساسة، الوضع القائم لا يمكن قبوله ووضع مناف للطبيعة، ويخلق موقف قابل للاشتعال السريع والانفجار في أي وقت.

          هناك التزام مبدئي أساسي مسألة حياة أو موت، وهو تحرير الأرض شبراً شبراً لو اقتضى الأمر، حتى لو كان على كل شبر من الأرض شهيد، وهذا موضوع واضح.

          الحرب في طلب الحق مشروعة، ولكن لن ندع أي واحد يستفزنا. إحنا اللي نقرر وإحنا اللي نجهز وإحنا اللي نرتب. وهذا الموضوع موضوع طويل يحتاج مننا إلى الصبر، الصبر والصمود، نصبر ونصمد حتى نستطيع أن ننتصر، حتى نستطيع أن نتفوق، وبعد التفوق ننتصر. لكننا لن نعرف للحياة طعم ولا قيمة إلا بحرية كل شبر من الأراضي العربية، حرية الأرض العربية بالنسبة لنا لا تتجزأ، ليس هناك بديل بأي حال من الأحوال غير خروج قوى الاحتلال من كل الأراضي المحتلة. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك سلام

<11>