إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

         لقد كنا متفقين على أن تكون كل الجبهات في كل وقت في الموقع الذي نستطيع فيه أن نبادر برد الفعل المحدود ضد العمليات المحدودة.. فإذا اتسعت رقعة ميدان القتال تغير الوضع وتحمل الجميع على كل الجبهات مسئولياتهم المرسومة واعتبرت كل الجبهات خط قتال واحد..

         ولقد كان ما حدث في الخليل مبعث ألم لنا، ولم يكن ذلك بسبب الغدر الإسرائيلي.. فذلك الغدر هو أساس حياة العدو وبقائه حتى الآن.. وهو طبيعة أساليبه ومقاصده.

         وإذا كان لنا أن نمس ذلك الموضوع بصورة أكثر تفصيلاً.. فإن رأينا هو أن أي جيش لا يستطيع أن يحمي جبهة واسعة كجبهة الأردن، أمام عدو غادر كالعدو الإسرائيلي بدون نظام للدفاع يعتمد على تسليح أهل القرى الأمامية ولو حتى بالقدر الذي يمكنهم من القيام بدور المعوق.. ريثما تتحرك إلى نجدتهم أية قوات مسلحة نظامية.

         أما أن يدخل العدو بدباباته ومصفحاته إلى أي منطقة يختارها، ويضرب بغير مقاومة، ثم ينسحب قبل أن يلحقه سلاحنا أو يلحقه متأخراً.. فهذا هو مبعث الألم.. وإن كنا فخورين كل الفخر بشجاعة الرجال من جنود الجيش الأردني وضباطه ممن واجهوا دبابات العدو بالأسلحة الصغيرة شجعاناً صامدين.

         ولسنا نريد في هذا الموضوع بالذات أن نزيد من مضاعفات التوتر في الضفة الغربية من الأردن، فإن هذا الخط بالتحديد من خطوط مواجهتنا السياسية والعسكرية مع إسرائيل يقتضي منا جميعاً أن نحسن تقدير الأمور وأن نتصرف بالوعي الضروري وبالصلابة الواجبة.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

         إن الجمهورية العربية المتحدة تمارس مسئولياتها الوطنية داخل حدودها، ومسئولياتها القومية إزاء الأمة العربية كلها وسط ميدان دولي مزدحم بالحوادث والتيارات المتعارضة والمتصادمة، وهي في عالمها تقوم بدور مسئول.

         إن الدور الذي تقوم به الجمهورية العربية المتحدة على الصعيد الدولي، أكبر من رقعتها، وأكبر من إمكانياتها المادية، وهو في حقيقة أمره انعكاس لمبادئها التي تخلق طاقة تضيف إلى رقعة الأرض وتضيف إلى الإمكانيات المادية.

<15>