إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

          لا أستطيع أن أفهم لماذا يعتصم نفر من طلبة كلية الهندسة في الإسكندرية، قالوا 250 وقالوا 300، وبعدين لا أستطيع أن أفهم انهم بعد ما اعتصموا يطبعوا منشورات. قالوا انهم اعتصموا لأن البوليس منعهم من التظاهر، وبعدين لا أستطيع أن أفهم انهم يدوروا ويوزعوا هذه المنشورات ويبعثوا البعض منهم ليسلم هذه المنشورات إلى قنصليات دول أجنبية في الإسكندرية. ولا أستطيع أن أفهم لماذا نخلق الفرصة ونترك الفرصة للشغب، كهذا الذي حدث في الإسكندرية، والذي سوف يظل مبعث خزي وعار لكل من شارك فيه، سوف تسمعون تقريراً عن نتائج ما حدث، وسوف تحكمون وسوف يحكم الشعب كله معكم. ثم لا أستطيع أن أفهم لماذا نترك مجالاً يستغله خائن، وفي كل الشعوب يظهر الخونة، وسوف تجدون من نتائج التحقيق أن واحداً من الذين شاركوا في الشغب أو قادوا عمليات الشغب ليس إلا عميلاً استطاع العدو الإسرائيلي تجنيده. ده واحد اللي قبضنا عليه. في يوم السبت، الأول الذي بدت فيه بوادر المظاهرات في الإسكندرية، وافقت بعد منتصف الليل على قرار تعطيل الدراسة في الجامعات. الحقيقة فعلت ذلك لكي أحول دون اندفاع قد لا تحمد عواقبه، لكي أعطي فرصة لكل الأطراف أن تتدبر موقفها. فعلت ذلك لأتيح فسحة للعمل السياسي الذي يمثل اجتماعنا اليوم ذروته لكي يبصر الذين لا يبصرون. فعلت ذلك لا للماضي ولكن للمستقبل، لكي نؤمنه ونحصنه من أي سبب من أسباب الانزلاق والخطأ والخطر، فعلت ذلك لكي نستطيع أن نجلس معاً هناً. أسألكم وأسأل الشعب كله معكم ماذا ترون؟

          إنا جميعاً لا نستطيع أن نوجه ضربنا إلى العدو إلا إذا كان الداخل كله واقفاً على جبهة الضرب ضد العدو، ما هو القصد بالداخل؟ أقصد بالداخل عناصر الثورة، قوى الشعب العاملة، العمال، الفلاحين، المثقفين، الجنود، الرأسمالية الوطنية، قوى الشعب العاملة. لا أقصد بالداخل أبداً قوى الثورة المضادة، لأن قوى الثورة المضادة معروفة من قانون الثورة أن قوى الثورة المضادة تعمل ضد الثورة، وإذا وجدت الثورة وجدت الثورة المضادة. والثورة المضادة تنتهز الفرص لتخدع الشعب لتبث سمومها بين أبناء الشعب، جماهير الشعب، جماهير الثورة للتغرير بالناس، لاستخدام جماهير الشعب في تحقيق أهدافها. وأنا أقول إن قوى الثورة لم تتغير، وقوى الثورة المضادة أبداً لم تتغير. ولكن النكسة والظروف التي نعيشها والعبء الثقيل الذي يرزح على قلوبنا واحتلال العدو الإسرائيلي لجزء من بلدنا اده قوى الثورة المضادة فرصة لكي تعمل بقوة. طبعاً وهي في هذا تستند على القوى المضادة، القوى المضادة الخارجية. الحرب النفسية الخارجية، وأنا بديكم مثل عن الكلام اللي اتكتب مثلاً عن المظاهرات الأخيرة، في إحدى الجرائد بتاريخ 30/11 واتنشرت في جريدة الأوبزيرفر البريطانية في 1/12 بيقولوا إن الرئيس ناصر سيفتتح دورة المؤتمر القومي الطارئة لبحث ما يتخذ بصدد أعمال الشغب الطلابية التي هزت نظام حكمه للمرة الثانية هذا العام، وهو السؤال في نهاية الأسبوع هو هل سيتبع في خطابه الخط الذي اتخذته أداة دعايته من أنها اضطرابات صبيانية أشعلتها عناصر خارجية غامضة، وليس هناك من شك أن مصر سوف تتعرض في الشهور القادمة لخطر انتفاضة سياسية لن يشترك فيها الطلاب فحسب، بل والعمال، وقد يشترك فيها عناصر من الجيش، كل هذه أماني.

<12>