إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

القوى المضادة التي تحاول دائماً أن تتسلل بين صفوفنا لتستطيع أن تنفذ وتحطم تماسكنا وترابطنا كقوى شعب عامل

          هذا هو العمل السياسي كما أراه وكما أتصوره ويجب على كل واحد من أعضاء الاتحاد الاشتراكي أن يشعر دائماً أن هناك حزب آخر موجود وأنا قلت هذا الكلام قبل كده وبأقوله مرة ثانية هذا الحزب هو حزب الثورة المضادة حزب أعوان الاستعمار حزب عملاء الاستعمار وعلينا في كل موقع من المواقع أن نتصدى هذا الحزب: وأن نقضي على أفكاره وعلى آراؤه ونقضي أيضاً على قواه التي تمثل الخطر الكبير الذي يهدد هذا الشعب.

          هذه مشكلة- أيها الأخوة- نتركها الحقيقة ونحن ننهي هذا المؤتمر ونلتفت إلى مشكلة أكبر وإلى خطر أكبر يواجهنا هذا الخطر هو خطر العدوان الإسرائيلي خطر الاحتلال الإسرائيلي خطر التوسع الإسرائيلي خطر التصريحات التي قيلت أن الولايات المتحدة ستعطي إسرائيل من الأسلحة دائماً بحيث تكون إسرائيل متفوقة على البلاد العربية خطر الضغط علينا بكل الأشكال سواء كان هذا الضغط ضغط سياسي أو حتى عسكري أو اقتصادي وخطر التعرض إلى ضربات من العدو في أي مكان من بلادنا.

          نحن قد صممنا من اليوم 9 يونيه على الصمود وصمم هذا الشعب وصمم الشعب العربي في كل مكان على الصمود وصمم الشعب العربي على أن لا يقبل بأي حال من الأحوال الهزيمة ولا يقبل الاستسلام وحينما قبلنا العمل من أجل الحل السياسي لم نعني مطلقاً ولم نفكر مطلقاً بأن الحل السياسي يعني الاستسلام ولكن الحل السياسي في رأينا هو الحل السياسي المشرف الذي لا يمكن إسرائيل من أن تأخذ أي بوصة من الأرض العربية في أي بلد عربي، وأكرر وأنا بأقول بوصة في أي بلد عربي. النهاردة في الأخبار بيتقال إن هناك مشروع أمريكي إن دولة تحل مشكلتها مع إسرائيل، وعلى مصر أن تحل مشكلتها مع إسرائيل، بصرف النظر عن الدول العربية الأخرى. نحن نقول إننا نرفض هذا الأسلوب ونرفض هذا المنطق.

          ورغم الهزيمة العسكرية التي حدثت لنا فإننا لسنا أقل من شعوب أخرى اكتسبت الحياة بالتضحية وبالموت وبالدم. وحققت شرفها بتضحياتها. لسنا أقل أبداً من أي دولة من الدول ولا أي شعب من الشعوب ضحى بأبنائه ضحى بدمائه، الاتحاد السوفيتي قالوا لي انهم ضحوا بـ20 مليون في الحرب العالمية الثانية. إخواننا في الجزائر ضحوا بمليون شهيد علشان يتحرروا. ونحن الآن نواجه هذه المعركة الكبيرة، هذا الخطر الكبير، يجب أن نعلم ونحس إننا فعلاً نواجه الخطر الكبير خطر العدوان الإسرائيلي والضغط الإسرائيلي. خطر إن بلادنا بتنضرب، وإن مدننا بتنضرب، وإن قرانا بتنضرب، تضرب بالقنابل، ولكننا على استعداد لهذا في سبيل حريتنا وفي سبيل كرامتنا وفي سبيل شرفنا، وحتى لا نستسلم بأي حال من الأحوال.

<4>