إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

لأراضينا المحتلة. وأما إسرائيل التي تقف موقف العدوان فإن إمدادها بالسلاح معناه واحد وهو تشجيعها على الاستمرار في هذا العدوان، وتحريضها على التمسك بتحقيق مكاسب عن طريق العدوان.

ثالثاً: إن الاتحاد السوفيتي يقدم ما نحتاجه من السلاح بغير ضغط على مواردنا المالية الحالية التي تتحمل عبء الحرب وأثقالها. ويكفي أن أقول لكم أننا حصلنا على كل ما لدينا من السلاح الآن من الاتحاد السوفييتي ولم ندفع فيه بعد مليماً واحداً، بل أخذنا أول جزء وصلنا من السلاح من الاتحاد السوفييتي بدون ثمن. بعد هذه الاتفاقيات على السلاح التي تمت بعد هذا كانت اتفاقيات قروض تدفع فيما بعد كقروض طويلة الأجل. وأريد أن تعرفوا في نفس الوقت أن الولايات المتحدة الأمريكية تعطي السلاح لإسرائيل مجاناً تقريباً ذلك لأن بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي يقدم القروض لإسرائيل على آجال طويلة تشتري بها السلاح اسمياً، بينما تتكفل التبرعات الأمريكية السخية لإسرائيل بتسديد هذه القروض عندما يحين أجلها.

رابعاً: إن السلاح في العالم وعندما يكون توريده عن طريق دول وليس عن طريق عمليات التهريب ليس تجارة، وإنما هو أمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسات الدول الموردة للسلاح، فلا يعقل أن تعطي دولة لدولة أخرى سلاحاً يتعارض مع سياستها، ومعنى ذلك بكل صراحة أن دول الاستعمار لم تعط سلاحاً لدول تجاهر بالعداء ضد الاستعمار وتقف تحدياً له، وحتى لو كان لدى هذه الدول المال السائل والنقد الصعب لتشتري به السلاح، فإنها لن تحصل عليه إلا بموقف الخضوع للاستعمار أو أمل من الاستعمار في الوصول بها إلى موقف الخضوع. ونحن جربنا ذلك مع بريطانيا سنة 1953 ومع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1954. وأريد أن أقول بوضوح أنه لو افترضنا أن لدينا النقد الصعب، النقد الأجنبي لشراء السلاح، ولو كان هذا ممكن تدبيره، وأقول أيضاً أنه من الممكن تدبيره. لو كان عندنا هذا النقد وذهبنا إلى واشنطن أو إلى لندن في طلب شرائه، فإننا لن نحصل على شئ منه والشواهد أمام عيوننا قاطعة.

خامساً: أي من وجهة نظر استقلالنا الوطني في حد ذاتهن بل من وجهة نظر وجودنا أصلاً وأساساً، فإن إمدادنا بالسلاح من الاتحاد السوفيتي ضمانة أكيدة وباب وحيد مفتوح، وهذا هو الذي يجعلنا باستمرار نشعر بعرفان لا يقدر لموقف الاتحاد السوفييتي تجاهنا وتجاه قضايانا المصيرية وتجاه نضالنا المشروع من أجلها.. إن الاتحاد السوفيتي ونحن حصلنا على الأسلحة من الاتحاد السوفيتي من سنة 1955.. حتى الآن لم يضع الاتحاد السوفيتي قيداً سياسياً علينا، ولم يفرض شرطاً واحداً ولم يتقدم بطلب يمكن أن يمس من قريب أو بعيد كبرياءنا الوطني.. الصلة في الأساس هي الإيمان بحركة تحرير الشعوب والعداء للاستعمار ومقاومة نفوذ الاستعمار ومخططات الاستعمار.. بعد الحصول على السلاح واجب علينا أن نستوعب السلاح وهذا هو العمل الذي تقوم به القوات المسلحة ليل نهار.. استيعاب السلاح والتدريب على السلاح يعطي السلاح كل قدراته في ميدان القتال.. ثم بعد الحصول على السلاح طلبنا من الاتحاد السوفيتي أن يمدنا بالفنيين السوفيت العسكريين السوفيت.. اللي همه موجودين النهاردة مع قواتنا المسلحة في وحداتها المختلفة وفي قواتها المختلفة.. طلبنا الفنيين من الاتحاد السوفيتي وألحينا في الطلب.. ليه؟ لنعوض النقص.. النقص في نواحي مختلفة اللي ظهر

<8>