إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

          بل أقول أننا هنا في مصر لم نكن قد حشدنا كل قوانا في سنة 67، ولكننا كنا نريد أن نبني في جميع الميادين.

          أما اليوم فنحن نواجه معركة، معركة فاصلة ليست في حياتنا، في حياة مصر وحدها ولكنها في حياة الأمة العربية كلها. فإذا استطاعت إسرائيل- لا قدر الله- أن تنتصر علينا في المعركة القادمة.. وهناك في إسرائيل يقولون أنهم يستعدون للحرب الرابعة بينهم وبين العرب، ولن يمكنوا العرب من أن ينتصروا عليهم أبداً. إذا لا قدر الله هزمونا في هذه الحرب الرابعة فلن تقوم للعرب قائمة بعد الآن. ولكن علينا- أيها الأخوة- حتى نتلافى هذا أن نعبئ قوانا أو نصف قوانا. وحينما أقول قوانا أقصد قوى الأمة العربية.

          بهذا أيها الأخوة يكون نضال الأمة العربية فعلاً هو النضال المعبأ، النضال الكامل، النضال الحقيقي.

          حينما نتكلم عن هذا لا ننسى فعلاً، لا ننسى النضال القائم الآن، نضال الأمة العربية في حركات المقاومة، حركات المقاومة التي بدأها شعب فلسطين، شعب فلسطين المناضل، شعب فلسطين الذي تعرض لأكبر اضطهاد في التاريخ، شعب فلسطين الذي طرد من أرضه في سنة 48، شعب فلسطين الذي صدرت من أجل حقوقه قرارات الأمم المتحدة سنة 48 وكانت الأمم المتحدة كل سنة كل عام تؤكد هذه القرارات، وكانت إسرائيل تضرب بهذه القرارات عرض الحائط ولا تنفذها.

          شعب فلسطين الذي يناضل ويستشهد ويموت وهو يعتبر أن العمل الفدائي هو الأمل الأساسي، الأمل الرئيسي له في الحياة. شعب فلسطين المناضل، المناضل في غزة، المناضل في الضفة الغربية، المناضل في القدس المناضل في كل مكان من أرض فلسطين المقدسة.

          شعب فلسطين الذي يتعرض للاحتلال، الذي يتعرض للقتل، الذي يتعرض للاضطهاد، الذي يتعرض للضغط الاقتصادي، الذي يتعرض في سوق أبنائه وبناته للسجون. ومع هذا لم يستسلم لإسرائيل ولم يقبل أن يخضع لحكم إسرائيل ولم يخضع للعسكرية الإسرائيلية التي تحتل كل قرية وكل مدينة الآن من فلسطين. ولكنه قام وناضل وقاتل حتى يحرمهم من النوم في الليل والنهار، شعب فلسطين الذي يسبب لإسرائيل اليوم الإزعاج الأكبر والذي يؤثر على إسرائيل، والذي يوقع بين أبناء إسرائيل كل يوم العدد الذي لا تقول عنه إسرائيل من القتلى والجرحى. وكانت حياة شعب فلسطين، بل كان بعث شعب فلسطين بعد نكسة 1967، كان هذا البعث بعثاً للأمة العربية كلها في كل مكان وفي كل قطر من أقطارها، وفي كل مدينة، لأننا بعد الهزيمة وبعد أن كنا نشعر بجراحنا العميقة قام هذا الشعب المناضل ليحمل راية الكفاح ويقاتل في سبيل أرضه وفي سبيل شرفه، وفي سبيل كرامته، وفي سبيل حقوقه. وقتل منه من قتل واستشهد من استشهد، وسيق من أبنائه من الرجال والنساء إلى السجون.

<11>