إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أيها الأخوة

          هذا هو نضال الأمة العربية التي لم تكن في هذه الأيام عندها الطائرات ولا الدبابات ولا المدافع، كان عندها البندقية وكان عندها القنبلة اليدوية. وأعطانا شعب فلسطين في هذه الأيام، أعطانا المثل الكبير في المقاومة وروح المقاومة والتصميم على المقاومة والتصميم على الكفاح.

أيها الأخوة

          إن الواجب يقضي علينا أن نقول اليوم لهذا الشعب المكافح المقاتل أننا نحن شعب مصر هنا من هذا المكان، هنا ونحن نحتفل بعيد العمال الذين يناضلون من أجل بناء أمتهم ومن أجل بناء وطنهم، الذين يعملون في أشرف مهنة من أجل يومهم ومن أجل غدهم ومن أجل أوطانهم.

          إننا نقول لهم، إننا شعب مصر لن نتخلى عنكم بأي حال من الأحوال، لن نتخلى عن أي جزء من أرضكم التي احتلتها إسرائيل، إننا نقول لشعب القدس المناضل أن إسرائيل تقول أنها قد ضمت القدس إليها، ولكن نحن الأمة العربية ونحن جزء من الأمة العربية لن نقبل هذا، بل سنناضل في سبيل القدس لأخر قطرة في دمائنا.

          هذا- أيها الأخوة- عهد منا لشعب فلسطين المكافح المناضل في كل مكان.

أيها الأخوة المواطنون

          إننا حينما نتكلم عن نضال الأمة العربية، يجب أن نذكر شعب الأردن الباسل الذي يتعرض كل يوم لغارات الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، الذي يتعرض للطائرات الإسرائيلية، وكلنا نعلم أن الأردن لا توجد بها طائرات لتتصدى للطائرات الإسرائيلية. ولكن الشعب الأردني الباسل المكافح المناضل يتصدى للطائرات. لم تؤثر فيه غارات الطائرات ولم تؤثر فيه القنابل ولم تؤثر فيه قنابل النابالم، ولكنه طوال هذين العامين صمم على الكفاح وعلى القتال، صمم على استعادة الأرض المحتلة.

          هذا هو نضال الأمة العربية، هذا هو نضال الأمة العربية التي ناضلت دائماً والتي ردت الغزاة وهزمت الغزاة.

          إننا- أيها الأخوة- لن تتأثر معنوياتنا بغارة من إسرائيل على نجع حمادي أو على كوبري إدفو. ولن تؤثر فينا الحرب النفسية التي تريد إسرائيل أن تبث بها الرعب في نفوسنا. ولكننا يوماً بعد يوم نشعر بقدرتنا على تعبئة جهودنا من أجل استرداد الحقوق المغتصبة ومن أجل استرداد الأرض المحتلة، ليس هنا فقط في مصر، وإنما في كل بقعة من الأرض العربية.

<12>