إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

         ولقد أرادوا لنا أن نخرج وحدنا من المعركة. أراد العدو وأراد أصدقاء العدو أن نخرج وحدنا من المعركة، وقالوا لنا أننا إذا حصرنا المشكلة في مشكلة بين مصر وإسرائيل فإن إسرائيل على استعداد للانسحاب من سيناء، وبهذا نخرج من المشكلة، وليس لنا دخل بما يحدث في الأردن أو ما يحدث في سوريا.

أيها الأخوة

         لقد عرض علينا هذا الكلام في العام الماضي وتكلمت معنا أمريكا في هذا الموضوع، أن تكون المشكلة مشكلة مصرية إسرائيلية، مشكلة أردنية إسرائيلية، ولكن كنا نفهم أن معنى هذا الكلام أننا إذا خرجنا وحدنا من المعركة وإذا وصلنا إلى حل من أجل أرضنا المحتلة في سيناء، فإن معنى هذا- أيها الأخوة- أننا نضحي، نضحي بالضفة الغربية، نضحي بالقدس. ونحن قد عاهدنا أنفسنا وعاهدنا الله أننا لن نضحي بالضفة الغربية ولن نضحي بالقدس ولكنا نريد أن نزيل آثار العدوان عن كل الأرض العربية المحتلة، سواء كانت في مصر في سيناء، أو في الأردن في الضفة الغربية، أو في القدس، أو في سوريا في الجولان.

أيها الأخوة المواطنون

         إننا نتعرض لمحاولات عدة ولكن صمود هذه الأمة، صمود هذا الشعب مكننا من أن نتغلب على كل هذه المحاولات، سواء كانت هذه المحاولات من إسرائيل أو من الاستعمار أو من هم أعوان الاستعمار.

         لقد استطعنا أن نعيد بناء قواتنا المسلحة، وفعلاً قد استطعنا أيضاً أن نقيم الجبهة الشرقية وأن يكون هناك تنسيق في الجبهة الشرقية، حقيقة هناك مطلوب المزيد من التنسيق ومن البشر ومن التعبئة. ونحن نعمل بكل ما في وسعنا من أجل هذا.

أيها الأخوة

         تعرضنا وتعرضت الأمة العربية أيضاً في هذه المرحلة الماضية لمحاولات كثيرة للدس، طبعاً إسرائيل وهي تحتل الأرض العربية سواء في سيناء أو في الضفة الغربية أو في الجولان ومعها القوى الاستعمارية ومعها أعوان الاستعمار، سواء كانوا في الأرض العربية أو كانوا في أي مكان آخر، كل هؤلاء يحاولون تقويض الجبهات الداخلية، فإذا قوضت الجبهات الداخلية تستطيع إسرائيل أن تحقق أهدافها، وتستطيع إسرائيل التي انتصرت سنة 67 في معركة عسكرية ولم تستطع أن تدعم انتصاراتها بعد سنة 67 بأن تجلب الأمة العربية لتجلس معها على مائدة المفاوضات لتملي شروطها. طبعاً إسرائيل إذا انهارت الجبهات الداخلية تستطيع أن تفرض شروطها على الأمة العربية.

         وبهذا فمحاولات الدس لم تستطع أن تؤتي ثمارها ، والجبهات الداخلية، الجبهة الداخلية عندنا تعرضت للحملات النفسية والمعنوية، ثم تعرضت للقوى المعادية، ولكنها كانت دائماً الجبهة الصامدة.

<13>