إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

عسكري- ولكن هناك عمل سياسي. عمل سياسي متصل يشمل العمل السياسي الدبلوماسي والعمل العسكري.. وعلى هذا الأساس في شهر نوفمبر سنة 1967 أعلنا هنا في مصر أننا نقبل تنفيذ مشروع مجلس الأمن- التزمنا بهذا المشروع واتفقنا على قبول هذا المشروع، وقد أعلنت الأردن أنها تقبل معنا هذا المشروع- ونحن نقول الآن هناك مشروع واحد هو الذي قبلناه وهو قرار مجلس الأمن في نوفمبر سنة 1967، ولسنا على استعداد أن نقبل أي شئ يخرج عن هذا المشروع.

          إذا نفذ هذا المشروع أيها الأخوة بروحه ونصه، فيما يتعلق بالأرض، فإذا انسحبت إسرائيل من الأرض المحتلة كلها- وفيما يتعلق بحقوق الناس- حقوق شعب فلسطين التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة دائماً- الفلسطينيون حقوقهم مكفولة بهذه القرارات، لا تعود هناك مشكلة.

          هذه هي نظرتنا إلى قرار مجلس الأمن- الانسحاب وحقوق شعب فلسطين- إسرائيل تقول إن إحنا.. بتقول للعالم بره إن إحنا العشرين سنة اللي فاتت نعلن عليها الحرب بلا سبب. الحقيقة أن الحرب استمرت في العشرين سنة اللي فاتت لأن إسرائيل رفضت تنفيذ قرار الأمم المتحدة الخاص بحقوق شعب فلسطين.. إسرائيل تقول في العالم الخارجي أن العرب يريدون أن يذبحوا كل اليهود- ما لسبب إلا للعنصرية العربية.. ويحاولوا بهذا أن يمحوا العنصرية الإسرائيلية- العنصرية الصهيونية- وإحنا بنرد وبنقول في الصحافة الأجنبية باستمرار وعلى طوال السنين عاش العرب المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب مع اليهود- ولكن الصهيونية هي التي اغتصبت فلسطين حتى بعد قرار التقسيم وقبل أن تخرج بريطانيا من فلسطين- استطاعت القوات الصهيونية أنها تحتل مدن عربية.

أيها الأخوة المواطنون

          ونحن نتكلم عن الاستعداد- ونحن نبني قواتنا المسلحة- ونحن نتكلم عن النضال.. ونحن نتكلم عن الكفاح.. ونحن نتكلم عن تخليص الأرض المحتلة شبراً شبراً- ثم نحن نعمل من أجل هدم حصون إسرائيل شرق القنال، ونحن نرسل قواتنا المسلحة إلى سيناء من أجل مواجهة العدو وجهاً لوجه، والالتحام معه يداً بيد. نحن مع هذا نقول إننا على استعداد لتنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي ينص على انسحاب إسرائيل انسحاباً كاملاً من الأراضي المحتلة، والذي ينص أيضاً على حقوق شعب فلسطين- إسرائيل ترفض فعلاً تنفيذ هذا القرار- وتقول إسرائيل ويقول قادة إسرائيل أن هذا القرار بواسطته إسرائيل تعطي التزامات، أما العرب فماذا يعطون.. إن العرب يعطون فقط الوعود، وماذا يدرينا أن العرب سينفذون هذه الوعود- إنما إسرائيل تقول أنها لن تنفذ هذا القرار إلا إذا جلس معها قادة العرب على مائدة المفاوضات ووقعوا وثيقة صلح.

          هذا الكلام مش موجود في قرار الأمم المتحدة.. لا ينص قرار الأمم المتحدة على المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ولكن قرار الأمم المتحدة ينص على أن يكون هناك ممثل للسكرتير العام للأمم المتحدة ليزور الأطراف المعنية ويحاول أن يعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن.

<15>