إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أمس، وهي محاولة إسرائيل الفاشلة في الإغارة على بعض مواقع الإنتاج في نجع حمادي وإدفو هنا أيضاً، ونحن ننظر إلى هذا العمل هنا أيضاً كما فعلنا بالنسبة لمصنع الدرفلة، يجب أن ننظر إلى الحدث ذاته وإلى ما وراءه مباشرة على الجبهة المصرية، ثم إلى الصورة الشاملة كلها فيما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط.

         سمعنا- أيها الأخوة- في الأيام الماضية الكثير من التهديدات من قادة إسرائيل والتهديد بالانتقام والمطالبة بأن يكون خط إيقاف القتال خط ساكت ساكن، تستطيع إسرائيل على مضي الزمن أن تقول عنه أنه خط حدود، سمعنا أيضاً من إسرائيل وقادة إسرائيل أنهم لن ينسحبوا أبداً من الأراضي المحتلة. سمعنا هذه التهديدات وكنا ننتظر، كما قلت لكم من قبل، أي عمل إسرائيلي انتقامي. قامت فلسفة إسرائيل وقامت سياسة إسرائيل من سنة 48 وقبل سنة 48 على سياسة الإرهاب، أن تقوم بعمل يؤثر في معنويات الناس وبؤسهم. وتنبعث هذه الغارة الفاشلة من أول دقيقة من ساعة ما حست قواتنا بها، وقالوا إن فيه طيارتين متجهتين إلى نجع حمادي وإلى إدفو، وعرفت نتائج العملية. وأنا بدي أقول لكم حاجة إن قيادتنا قيادة قواتنا المسلحة قبل هذه العملية يوم الأحد كانت منتبهة بالعمل اللي حاتعملوا إسرائيل، بل أيضاً كانت حددت أن إسرائيل حاتتجه إلى ضرب مصادر المياه.

         وعلى هذا الأساس وصلت الطيارات، ولكن لم تستطع أن تحقق أهدافها ورمت القنابل اللي كانت شايلاها بعيد عن الأهداف اللي كانت متجهة إليها. وعرفت أنا بالليل، يمكن حوالي الساعة واحدة أن العملية الإسرائيلية فشلت فشل كامل بعد أن تصدت لها قواتنا المضادة للطائرات، وأن قوات الجيش الشعبي في كل مكان مستعدة، ونمت يومها بالليل وبعدين صبحت الصبح سمعت إذاعة أجنبية أول ما صحيت وسمعت إن إسرائيل دمرت قناطر نجع حمادي ودمرت كوبري إدفو ودمرت محطات تحويل الكهرباء بتاع السد العالي. وأنا بعد ما سمعت هذا الكلام طلبت الفريق فوزي وتخيلت إن أنا بعد ما نمت إسرائيل قامت بغارة ثانية وحققت أهداف، وأن الفريق فوزي مارضيش يصحيني ويقول لي بالليل، وسألته في التليفون هو فيه حصل حاجة بعد ما كلمتني آخر مكالمة بالليل، قال لي ما حصلش. قلت أمال ده بيقولوا انهم غرقوا الصعيد وإن محافظة قنا غرقت، فقال إن العملية إسرائيل يظهر كانوا محضرين البيانات دي من قبل الغارة واعتبروا إن الغارة ناجحة.

         الحقيقة كانت النتيجة لهذا إن إحنا فعلاً زي ما قريتوا النهاردة في الجرايد الصحفيين الأجانب كلهم خدوهم بطيارة من القوات المسلحة وودوهم إلى نجع حمادي وإلى إدفو وإلى المنطقة. وجدوا القناطر سليمة، العربيات بتمر على القناطر، الكوبري سليم، والنهاردة كل الإذاعات بتقول الحقيقة وبيقولوا إن الإسرائيليين كذبوا كذبة كبيرة امبارح وانكشفت هذه الكذبة النهاردة.

         النهاردة إسرائيل في تراجعها عن هذا الكلام اللي قالته امبارح بيقولوا انهم هم ماكانش قصدهم يوقعوا بنا خسائر اقتصادية، ولكن هم كان هدفهم انهم يؤثروا على الشعب المصري تأثير نفسي وتأثير معنوي.

<4>