إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة

          إن حيوية الأمة العربية- رجالها- نساءها- شبابها- أطفالها، تضغط تلقائياً، وتحدث بقوة التطور ذاته معجزات هائلة.

          ويكفي أن نتمثل معنى قيام ونجاح الثورة في ليبيا، وأن نتذكر مشاعرنا عندما صدر البيان الأول بيقام الجمهورية العربية الليبية.

          ليس هناك دليل على حيوية الأمة العربية، مثل هذا الدليل.

          وليس هناك قياس لمدى ضغط هذه الحيوية على التطور، مثل هذا القياس.

          ثم نضع الأمور في نصابها الصحيح حتى نتأكد أن تحقيقات الذات القومية في ليبيا، وأن الإصرار على الاشتراك في معركة المصير كانت أقوى الأسباب التي حركت الأخ العقيد معمر القذافي ورفاقه الأبطال من أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي إلى مخاطرة عظيمة كان قبولها عملاً من أشرف الأعمال وأنبلها. وجاء نجاحها ضرباً من المعجزات.

          ويكفي- أيها الأخوة- أن نتمثل معنى قيام الثورة في السودان، وتقدم عناصر شابة مقاتلة إلى تسلم زمام السلطة والتقدم برجولة نحو مسئوليات المرحلة.

          إن حيوية الأمة العربية، تصنع في أعماق الكيان العربي ما لا يمكن رؤيته قبل أن يظهر بنفسه تحت الأضواء الباهرة. ولكن احترامنا لحيوية الأمة العربية يدعونا في نفس الوقت أن لا نترك ظاهر الكيان العربي يتحرك بغير تخطيط. وتجئ حركته أقرب إلى الانفعال منها إلى الفعل. وأقرب إلى عنف المشاعر منها إلى إرادة التأثير.

          أي أننا مطالبون بجهد محسوب لكي نجسد عملياً مطلب وحدة القوة.. قوة الوحدة.

          وأكون مقصراً إزاءكم، ومقصراً إزاء المسئولية التاريخية التي يتحملها أي إنسان عربي في الصراع الدائر الآن- إذا لم أقل لكم بأمانة أنه حتى هذه اللحظة فإن جزءاً كبيراً من الطاقات العربية مازال يهدر في البحر.

          ولكننا بالحق كله وبالوعي ندرك أننا ونحن نحث السير على طريق المعركة، أمام ظرف حاسم نستطيع فيه تدارك ضياع جزء كبير من الطاقات العربية وإعادة توجيهه وحشده في خدمة صراع المصير الذي تخوضه أمتنا. وينبغي أن نسعى إلى ذلك على النحو التالي:

<5>