إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة

  1. إن المعركة لا يستطيع أن يخدمها بالكفاءة الواجبة، أو بالأمانة الواجبة، إلا تجميع طاقات الأمة العربية كلها ووحدة الإرادة السياسية هي المقدمة الوحيدة لذلك الهدف، وليس هناك ما يمثل وحدة الإرادة السياسية إلا لقاء عربي على مستوى القمة.

          ولقد سقطت جميع الموانع والتعللات التي كانت تستخدم في الدعوة إلى التسويف والانتظار.

          إن مجلس الدفاع العربي المشترك سوف يجتمع في القاهرة بعد غد بناء على قرار من وزراء الخارجية العرب الذين تنادوا في القاهرة، بعد جريمة إحراق المسجد الأقصى. ونحن نتمنى أن يتأكد هذا المجلس، الذي يضم وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء الأركان العرب، أن ضرورات المواجهة تقتضيهم توجيه نداء بالدعوة إلى مؤتمر عربي على مستوى القمة.

          لقد تغيرت الظروف تغيراً حاسماً منذ التقينا في الخرطوم سنة 1967.

          والظروف الجديدة التي تفرضها حتمية المعركة تتطلب توجيهاً آخر ومشاركة أكثر قرباً، لأنه ليس بيننا من هو بعيد عن المعركة.

          وإذا كانت دول خط المواجهة تتحمل مسئولية خاصة، فهذه المسئولية هي مسئولية الخط الأول، ولكن الامتداد العربي الواسع، والطاقات العربية الهائلة هي السند الأساسي لهذا الخط الأول. وبدون هذا الامتداد، وبدون هذه الطاقات يفقد الخط الأول قسطاً كبيراً من فاعليته. تماماً كما يحدث للخط الأول من أي جيش مقاتل بدون جبهة داخلية في العمق، يستند عليها ويستمد منها.

          وذلك نفس حال العدو، فإن مجتمع الحامية العسكرية المتقدمة في إسرائيل ليس إلا خطاً أول تستند على قوى هائلة ويستمد منها ما هو ضروري له، وهذه القوى تتمثل في الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي.

          ولنتذكر جميعاً أن العدو لا يختص واحداً منا بخطره، وإنما خطره على الكل، لأن مطامعه في الكل. وإنما التركيز على واحد منا قبل غيره، هو مسألة أولويات يختارها العدو لأسباب الملاءمة.

  1. إن كل المعارك الفرعية والجانبية في العالم العربي يجب أن تتوقف وإلا ضاع أمرنا من يدنا واستنفدنا جهدنا بأيدينا، بدل أن ندخره ونحشده ضد عدونا.

          ولقد كان من هذا المنطلق ما بذلته الجمهورية العربية المتحدة من جهود لحل الأزمة الدامية بين السلطة اللبنانية وبين المقاومة الفلسطينية، وهو جهد شاركت فيه بالكثير دولاً أخرى غيرها بينها

<6>