إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة

          فإننا من باب أولى يجب- على الصعيد القومي- أن نقرر المشاركين في المعركة والمتخاذلين عنها بموقفهم من الذين يقاتلون العدو على الأرض المحتلة ويوجهون الضربات للعدو في مكمن سيطرته وفي معقل إرهابه.

  1. إن الأمور لم تعد تحتمل أنصاف حلول، ولا بات شئ يجدي أكثر من الوضوح والمصارحة.

          وإذا كنت هذه المرة أتكلم أمام حضراتكم وأستغني بالتعميم عن التخصيص، فإنني أعدكم بإحساس المسئولية التاريخية ولصالح المعركة أن يكون كلامي فيما بعد ذلك بالتخصيص دون التعميم.

          لقد آن لكل طرف عربي أن يتحمل مسئوليته.

          وآن لكل طرف عربي أن يرفع يده ويدخل في الحساب أو يسقط من كل حساب.

          آن للأمة العربية وهي تسير على طريق المعركة أن تتسلح بقوة الوحدة ووحدة القوة.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة

          بعد هذا الحديث على المستوى القومي، يجئ الوقت لنظرة على عملنا في المستوى الوطني.

          إن هذا الشعب لم يقصر في استعداده للمعركة، وهو يعرف حق المعرفة أنه المستهدف الأول بمخططات العدو، ذلك لأن هذا الشعب المصري وحده أكثر من ثلث الأمة العربية عدداً، ثم أنه الجزء الكبير من طاقتها عدة.

          ولقد كان هذا الشعب مستهدفاً دائماً بكل غارات الاستعمار عن إدراك لقيمته.. وضعه الجغرافي.. دوره الحضاري.. مكانه الطليعي في التقدم الاجتماعي والعلمي والفكري للأمة العربية كلها.

          ولازال هذا الشعب مستهدفاً بالدرجة الأولى.

          ولازال هو الصف الأول من خط القتال.

          ولست أذيع سراً إذا قلت أن أكثر ما يرمز بالأرقام إلى جهد الشعب المصري أنه يوجه للمعركة هذا العام 500 مليون جنيه، ويضع هذا العام من أبنائه 500 ألف تحت السلاح.

          إن القيمة الكبرى لهذا الرمز بالأرقام تظهر من حقيقة أن ذلك يحدث بعد ما لا يزيد كثيراً عن سنتين من يوم أسود وجد الشعب المصري نفسه فيه واقفاً بغير سلاح أمام عدو مدجج بالسلاح.

<8>