إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

          قبل سنة من الانفصال حصل هذا الكلام، وبعدين أخذنا على عاتقنا هذا الواجب ونحن كنا نعتقد من أول دقيقة أن وحدة النضال العربي تحتم علينا أن نقوم بهذا العمل، رغم النكسة ورغم الانفصال. وحدة النضال العربي ممكن أن تكون في أي مكان من أرجاء الأمة العربية.

طبعاً ثورة اليمن هزت الرجعية السعودية ولخبطت كيانها وشفنا بعد الانفصال بسنة أو بسنة وعدة شهور إزاي القوى الوطنية في السعودية وفي الأردن اللي كانوا حكامهم بيتآمروا ضد الوحدة. القوى الوطنية وقفت مع ثورة اليمن ليثبتوا أن وحدة النضال أيضاً بين المناضلين العرب ممكن أن تكون في أي بلد عربي، وشفنا الطيارين السعوديين رفضوا أنهم يعملوا من أجل الرجعية ومن أجل الاستعمار، وأخذوا طياراتهم وسابوا عائلاتهم وجم إلى القاهرة. شفنا الطيارين الأردنيين أيضاً أخذوا طياراتهم وخرجوا ليعلنوا للعالم كله وحدة النضال في كل مكان، رغم الحكم الأردني العميل ورغم الحكم السعودي الرجعي. لكن كان هناك درس كبير لنا أن وحدة النضال في كل بلد عربي، وحدة النضال بين مصر واليمن، ومصر قررت أنها تبعت أبناءها الشبان يساعدوا ثورة اليمن ضد هجوم الاستعمار والرجعية. وحدة النضال من المناضلين الثوريين في السعودية اللي رفضوا أنهم يحققوا أهداف الرجعية وأخذوا طياراتهم وجم إلى مصر، وحدة النضال أيضاً في الأردن من الشعب الأردني المناضل الطيارين اللي أخروا طياراتهم ورفضوا أنهم يذهبوا بها إلى السعودية لضرب ثورة اليمن، وإنما جاءوا إلى مصر.

          فبعد سنة من الانفصال كانت هناك ردود فعل تثبت أن الانفصال أثر على مظهر الوحدة ولكنه لم يؤثر على الوحدة الموجودة في قلب وضمير الشعوب العربية في كل بلد عربي، بدليل ما حدث في اليمن وما حدث في السعودية وما حدث في الأردن.

          وقبل مرور سنة ونص على الانفصال كان الحكم الشعوبي الموجود في العراق الذي تنكر للقومية العربية حكم عبد الكريم قاسم - الحكم الذي حارب القومية العربية وحارب الوحدة العربية وانهار بواسطة أبناء العراق أنفسهم، وترتفع في العراق علناً دعوة القومية العربية ودعوة الوحدة العربية. إذن لن تنتكس دعوة الوحدة ولكن قوى النضال العربي ضد الانفصال وأصحاب الانفصال ودعاة الانفصال قبل مرور سنتين - سنة ونص على حكم الانفصال في سوريا - كلنا نعرف حكم الانفصال في سوريا كان يتركز في أيدي الرجعيين والمنحرفين وأعوان الاستعمار - وأعوان الرجعية. وكان الحكم يمثل تحالف الإقطاع مع رأس المال. هذا الحكم اللي رصدت له الأموال واللي أيدته الدول الاستعمارية والدول الرجعية، واللي كان يشعر أنه قوي لن يستطيع أن يستمر، ولكنه انهار انهيار كامل - انهار على مراحل وكان باين إن الشعب السوري اللي عمل الوحدة سنة 1958 لم يقبل ولن يقبل أبداً حكم الانفصال ودعاة الانفصال سنة 1962 - سقط الانفصال وسقط دعاة الانفصال. وزي ما قلت لكم النهاردة عادت العلاقات بين مصر وسوريا والجيش اللي كانوا بيفتكروه أداة للانفصال واللي اتخذوه أداة للانفصال، بيشكل النهاردة مع الجيش المصري - الجيش السوري مع الجيش المصري وحدة - جبهة واحدة ضد العدو.

<4>