إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

أيها الأخوة

          إن حيوية الوحدة وأصالتها تنكشف لنا دائماً حينما نتخذ الخط الذي يتخذ النضال أو الذي سار فيه النضال العربي منذ يوم الانفصال - في أول كلامي قلت إن الحرية السياسية والحرية الاجتماعية مقدمات ضرورية للوحدة ليس معنى هذا أنه يتعين علينا الانتظار حتى يتحقق ذلك كله تماماً في كل أرض عربية، ونبدأ الحديث أو العمل من أجل الوحدة. أهداف النضال تعطي لبعضها وتأخذ من بعضها وتعزز إحداها الأخرى وتتعزز بها.

          بعد سنتين من الانفصال فرضت ضرورات النضال العربي شكلاً من أشكال الوحدة، وأنا بأقول أما نبحث هذه الأمور ما ناخدش العملية شعارات نطلقها، ولكن يجب أن نبحث أهدافنا ونضالنا ووسائلنا ونجاحنا وخطئنا ومقتضيات الظروف اللي إحنا فيها، وقوانا والقوى المضادة لينا- والقوى المعادية لينا.

          من هي القوى المعادية.. مين هي قوانا.. وإيه التناقضات اللي موجودة بينا بين القوى الثورية وبين القوى النضالية. كل ده موضوع لازم نحسبه باستمرار وعلى هذا الأساس نتحرك.. أيضاً موقفنا من العدو، من الصهيونية، من إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل.

          كل دي نقط لازم نبحثها باستمرار وعلى أساس الإجابات والتحليل نطلع بموقفنا.

          بعد الانفصال بسنتين فرضت ضرورات النضال العربي شكلاً من أشكال الوحدة، ووقفت أنا في ديسمبر سنة 1963 وطالبت بوحدة العمل العربي من أجل فلسطين.. ودعيت إلى مؤتمرات القمة. مقتضيات الدفاع العربي اللي أنا شرحتها في خطابي في بورسعيد سنة 63 فرضت هذا العمل. فرضت إن إحنا نتناسى الخلافات والتناقضات ونحاول أن نصل إلى وحدة العمل من أجل فلسطين. لو تذكروا سنة 63 أنا قلت إن الدول العربية اللي بتتكلم على إسرائيل وعلى عودة فلسطين في المحاضر السرية بتقول إنها مش قادرة تدافع عن كيانها إذا كانت وحدها. وعلى هذا الأساس لابد أن نجتمع في مؤتمر قمة عربي لنبحث توفير وسائل الدفاع عن الوطن العربي كله، ثم بعد هذا نعمل من أجل عودة فلسطين إلى شعب فلسطين

          في هذا الوقت كانت هناك خلافات مع السعودية، في هذا الوقت كانت هناك خلافات بيننا وبين الأردن. وزي ما قلت لكم القوى الوطنية في السعودية كانت تناضل هناك، والقوى الوطنية في الأردن كانت تناضل ضد الحكم الرجعي في الأردن، وكان هناك أيضاً خلاف مع سوريا. كل هذا تغاضينا عنه ودعينا إلى مؤتمر القمة.. وبدأنا أول مؤتمر للقمة وثاني مؤتمر للقمة حققت وحدة العمل فعلاً من خلال مؤتمرات القمة حاجات حققت منظمة التحرير الفلسطينية.

<5>