إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

الجبهة وفي كل مكان. سنة 1948 من الذي بدأ الهجوم؟ كانت بريطانيا تحتل فلسطين، وكانت بريطانيا هي الدولة المنتدبة، وسعت بريطانيا، وسعت أمريكا وسعت الدول الاستعمارية كلها إلى الحصول على قرار من الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، وصدر القرار في سنة 1947، وفي سنة 1948 وقبل 15 مايو. قبل أن تخرج القوات البريطانية من فلسطين، وقبل أن تنتهي مسئولية بريطانيا كدولة عينتها الأمم المتحدة للانتداب على فلسطين. قامت العصابات الإسرائيلية التي كانت مجهزة في هذا الوقت بالسلاح والعتاد، والتي كانت تحصن مستعمراتها تحت نظر الإنجليز وبموافقة الإنجليز، قامت بالاعتداء على العرب، وطردهم من منازلهم. بل أكثر من هذا، قامت هذه العصابات الإسرائيلية بمهاجمة المدن التي كانت تدخل ضمن القطاع العربي في مشروع التقسيم الذي اقرته الأمم المتحدة.

         قبل 15 مايو سنة 1948 قامت العصابات الإسرائيلية بالهجوم على يافا وعلى عكا وعلى مناطق أخرى من المناطق التي كانت تدخل ضمن الجزء العربي بعد تقسيم فلسطين، وقامت بعمليات إرهاب كبيرة، وذلك بمهاجمة المدن ومهاجمة القرى التي يسكنها العرب بمدافع الهاون وبالمدافع الرشاشة، حتى يثيروا الرعب والذعر في نفوس الفلسطينيين فيتركوا بيوتهم وأرضهم، ويتركوا بلادهم. وقد خرج الكثير من أهالي فلسطين نتيجة لهذه الغارات الوحشية التي كانت مخططة ومنظمة من قادة إسرائيل وزعماء إسرائيل، وأصبحوا بعد هذا لاجئين.

         وفي هذه الأيام، وفي سنة 1948 أيضاً، هاجموا القدس واحتلوا أجزاء من القدس، ولم تكن القدس في هذه الأيام تدخل ضمن الجزء الذي قررته الأمم المتحدة لإسرائيل في سنة 1947.

         إذن من الذي بدأ الهجوم في سنة 1948؟ قد بدأت العصابات الإسرائيلية الهجوم على الشعب الفلسطيني، وتدخلت الدول العربية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من عدوان العصابات الإسرائيلية. ولكن إسرائيل اليوم تغالط العالم كله، وتقول إن الدول العربية هي التي بدأت العدوان سنة 1948، وتقول إن الدول العربية هي التي طلبت من شعب فلسطين أن يترك فلسطين ويخرج ليكون شعباً من اللاجئين، وتحاول بكل الوسائل. وقد استطاعت بمساعدة قوى الاستعمار ومساعدة الصحافة التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية وبمساعدة الصحافة التي تسيطر عليها الدول الاستعمارية، أن تجعل جزءاً كبيراً من الرأي العام العالمي يصدق ما تقوله إسرائيل.

         استطاعت بأموالها وبنفوذها وبإفسادها وبكل وسيلة من وسائلها، أن تفهم الناس بل تقنع الرأي العام العالمي أو جزءاً كبيراً منه، بأن إسرائيل كانت ضحية للعدوان العربي، واستطاعت أن تمحو في هذه الأيام كل ما قامت به العصابات الإسرائيلية قبل 1948 وفي سنة 1948.

         وأنا أقول هنا أيضاً وأذكر، أذكر الجميع أنه بعد الهدنة، بعد الهدنة وبعد انتهاء الحرب، احتلت إسرائيل منطقة إيلات، وكانت في هذا الوقت تسمى منطقة أم الرشراش، بعد اتفاقية الهدنة في سنة1949.

<4>