إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



     (تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

          ولكن حينما تحطمت مصانعنا في السويس، وتحطمت معامل تكرير البترول، حينما تحطمت معامل السماد، حينما هجَّرنا نصف مليون مواطن مصري من منطقة القناة إلى الداخل، كنا نتحمل جميعاً، إخوانكم في مصر تحملوا كل هذا. واستطعنا أن نكتفي بأنفسنا، واستطعنا أن نعمل اقتصاد قوي، ولكن هذه المعركة ليست معركة قومية، ونحن نؤيد الرئيس القذافي في محاولته القادمة التي سيتصل فيها بالدول العربية من أجل تحويل هذه المعركة إلى معركة قومية، لأن المعركة مع إسرائيل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون معركة مع بلد عربي واحد. إسرائيل لن تستثني بلداً واحداً، إسرائيل لم تستثن لبنان، لم تحشد الجيوش العربية حتى الآن التي يمكن للأمة العربية أن تحشدها. الكلام سهل على الكفاح الشعبي والنضال الشعبي والقتال الشعبي، وإذا كانت العملية كلام، وكل واحد يقول هتافات، هذا الكلام سهل.

         الرسالة التي سيقوم بها الرئيس القذافي في الحقيقة رسالة مقدسة، لأنه يريد أن يحول هذه المعركة التي أخذتنا فيها إسرائيل متفرقين إلى معركة قومية. استراتيجية إسرائيل مبنية دائماً على أن ينفردوا بنا دولة دولة.

         ولكن قد تشعر بعض الدول، قد تتوهم إنها عندها وعد من دولة كبرى أن إسرائيل لن تقترب منها، حدود إسرائيل معروفة.

         وهناك وزير من وزراء إسرائيل صرح في الشهر الماضي أن حدود إسرائيل هي الحدود التي رسمها هرتزل أحد زعماء الحركة الصهيونية، وهي تبدأ من النيل لتعم محافظة الشرقية ومحافظة الإسماعيلية ثم سيناء كلها ثم جزء من المملكة العربية السعودية لغاية المدينة المنورة، ثم سوريا كلها ولبنان كلها والأردن كلها ونصف العراق.

         ووزير مسئول في حكومة إسرائيل، وزير المواصلات وايزمان، قال إن أمريكا تؤيد هذا.

         إن قول ذلك ضروري لكي تعلم الأمة العربية وقادة الأمة العربية ما هو الخطر الذي يحيق بنا الآن. حتى تعلم الأمة العربية أن عدونا ليس إسرائيل وحدها، ولكن من هم وراء إسرائيل، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تتخلى عن إسرائيل. حتى تتذكر الأمة العربية طبيعة عدونا، الطبيعة العدوانية، وحتى نتذكر جميعاً أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

         هذه فعلاً هي الخطوة السليمة حتى تتحول هذه المعركة من معركة إقليمية إلى معركة صهيونية عربية.

         الناحية الثانية، إحنا سرنا في الطريق السياسي، وسرنا في طريق بناء قواتنا المسلحة، وسرنا في طريق حرب الاستنزاف، وسرنا أيضاً في طريق الاتصالات السياسية، ونحن نشعر أن المعركة معركة مصير

<10>