إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

حساب الوطن، السلطة على حساب التعاون مع الإنجليز ولو كانت هذه السلطة على حساب بقاء جيش احتلال في مصر يتكون من 80.000 كانوا يمثلون الثورة المضادة. ولكن هل قدروا يعملوا حاجة؟ ماقدروش يعملوا حاجة ليه؟ لأن الثورة مين؟ الثورة تمثل قوى الشعب العاملة كله تمثل العمال والفلاحين والموظفين والرأسمالية الوطنية والمثقفين والجنود قوى الشعب العامل كله تمثلها الثورة، ولكن حاولت القوى المضادة أو الثورة المضادة إنها تستغل قطاعات من الناس من أول الثورة ولم تنجح أبداً في أن تستغل قطاعات من الناس. في أول الثورة يمكن كانت تنجح جزئياً في تضليل بعض الناس وتضحك عليهم وتخوفهم، والناس بطبيعتهم بيكونوا ناس محافظين وبيخافوا من التغيير حتى لا يؤثر هذا التغيير عليهم. ولكن أما قالوا للتجار إن إحنا حانلقى التجار وإحنا مش حانلقى التجار أبداً ولكن إحنا عملنا بعد كده مثلاً الميثاق، وكان الميثاق هو السبيل والبرنامج اللي إحنا مشيين به. وبهذا بينا لكل الناس اللي بنعمله إيه ولمصلحة مين بنعمله. الثورة المضادة في سنة 56 ظهرت في وقت العدوان، وأنا حكيت لكم الكلام ده قبل كده لما اجتمع ناس من السياسيين وقالوا انهم بييجوا تحت شعار التسليم للإنجليز، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأنا سمعت هذا الكلام وقلت وكنت موجود في رياسة مجلس الوزراء في شارع قصر العيني، قلت للسكرتير العسكري اللي كان موجود معايا جهز جماعة ضرب نار علشان أول ما ييجوا هؤلاء الناس بنفذ فيهم حكم الإعدام في فناء مجلس الوزراء، هم اتفقوا على انهم ييجوا ويتكلموا وأنا عرفت انهم اتفقوا على انهم ييجوا ويتكلموا ولكن ما اتفقوش على مين اللي راح ييجي ويقدم لي هذا الطلب وبهذا مجوش أبداً منهم قدر يوصل لمجلس الوزراء ولكن هل معنى ده إيه؟

          هل معناه إن مكنش فيه سنة 56 خونة؟ لا كان فيه في سنة 56 خونة، ولكن صلابة هذا الشعب اللي أنا اتكلمت عليها الشعب اللي بيعتبر إنه هو لبلده وإن بلده ليه والشعب اللي وقف في الشوارع يوم أول غارة جت علينا وقال إن إحنا حنحارب وحنقاتل واللي أنا طلعت وأنا طلعت بالليل يوم 31 أكتوبر علشان أشوف إيه رد الفعل لأول غارة علينا، وإيه رد الفعل، إذاعات صوت بريطانيا الموجهة علينا. طلعت بالعربية من البيت ورحت لغاية شارع القصر العيني وسمعت الناس. طلعت الحقيقة والواحد طبعاً يعني مش ممكن يعني الواحد عايز يتعرف على معنويات الناس في معركة ضد إنجلترا وضد فرنسا وإسرائيل ضد دول عظمى ودول كبيرة وأنا بيني وبين نفسي مصمم إني كنت أدخل هذه المعركة إلى النهاية ويا إما ننتصر في هذه المعركة يا نموت. وطلعت وصلت لميدان المحطة وكان فيه الإنذار بالغارة الجوية ووجدت الناس واقفين والناس كلها بتهتف وتقول حانحارب وأنا الحقيقة فؤجئت واطمئنيت لما سمعت هذا الكلام، طلعت على شارع القصر العيني وجدت الناس واقفة ومفيش حد خايف مفيش الخوف وده بيبين إيه؟

          بيبين إن الشعب يمكن الشعب الأعزل وإحنا في وقتها ماكنش عندنا من الطيارات اللي كنا جبناها جديدة الميج إلا أربعين طيارة، لأن ماكانش عندنا طياريين مدربين إلا أربعين طيار والشعب الأعزل حنحارب. بريطانيا بتقول له إن إحنا بدأنا الحرب، وفرنسا بتقول له إن إحنا بدأنا الغزو، وبدأت الغارات الجوية

<10>