(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

وانضربت القاهرة والشعب واقف. الشعب ده بيمثل الثورة، هل كل الناس كانت بهذا الشكل؟ لا كان فيه قلة تمثل الثورة المضادة أعوان الاستعمار وأعوان إنجلترا وأعوان فرنسا وأعوان أمريكا أعوان الاستعمار. وفي نفس الوقت المستغلين والإقطاعيين والرأسماليين والسياسيين القدامى والناس اللي كانوا بيستغلوا هذا البلد وبيعتبروها عزبة ملهاش صاحب والناس اللي كانوا بيستفيدوا والناس اللي كانوا بيبتدوا من لا شئ وكل واحد منهم يبقى عنده مليون جنيه و2 مليون جنيه و30 مليون جنيه، كان فيه ناس عندنا هنا عندهم 30 مليون جنيه. واحد يملك 30 مليون جنيه، هل ممكن واحد يملك 30 مليون جنيه بالحلال؟ مش ممكن واحد يملك 30 مليون جنيه بالحلال أبداً. يعني، ولكن اللي بيعمل ثروة 6 مليون جنيه أو عشرة مليون جنيه، لازم سارق قوت الناس ولازم سارق عرق الناس. وأخذ حقوق الناس- إذا كانوا شغلوا العامل بـ5 قروش أو بـ8 قروش ويكسبوا همه بعد هذا آلاف الجنيهات وملايين الجنيهات. يعني اللي بيعمل عشرة مليون جنيه أو 30 مليون جنيه معناها إنه واخد نصيب آلاف العمال وملايين العمال لواحد بس ويحرم هؤلاء الناس. أما بأتكلم في الثورة والثورة المضادة في سنة 1956، كان في ثورة مضادة ولكن ماقدرتش ولم تؤثر وكنا عارفين الناس اللي اتكلموا وما أخذناش ضدهم أي إجراء- ما يساووش أي حاجة- والشعب بصلابته وقف وطلع وطلعوا الناس في بورسعيد وقاتلوا وماتوا، وطلعوا الناس وأنا رحت وصلت لغاية الإسماعيلية وكنت رايح بورسعيد وحصل عدوان وأنا بيِّت في الإسماعيلية وشفت الناس في الإسماعيلية، ثاني يوم الصبح حصل النزول- جنود المظلات ورجعت في الطريق وما كانش الشعب، الشعب اللي يمثل الثورة- الشعب اللي هو صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة الشعب العامل- ما كانش الشعب العامل- العمال والفلاحين والمثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية غير المستغلة- هذا الشعب العامل كان كله مجند للثورة لأنه يعلم بأنه هوه لبلده وبلده ليه- وأن الثورة تمثل آماله وتمثل القضاء على الاستعمار وعلى الإقطاع وعلى الاستغلال وعلى الرأسمال المستغل- في سنة 1961 بعد الانفصال حصل إيه- تحركت طبعاً الثورة المضادة قالوا دي فرصة- حصل الانفصال ممكن يحصل كذا وكذا وكذا- لكن الشعب طبعاً تأثر بالانفصال- الشعب هنا في مصر كل واحد تأثر بالانفصال واعتبر إن هوه خد طعنة، ولكن القوى الثورية- قوى الثورة المضادة استطاعت أن تقضي على قوى الثورة المضادة- وانتهت قوى الثورة المضادة أو انتهت آمالها.

          معنى هذا إيه- معنى هذا إن هذه الثورة المضادة مستمرة باستمرار- حيبقى فيه عملاء لأمريكا وعملاء لبريطانيا وعملاء لإسرائيل- حيبقى فيه إقطاع- بقايا إقطاع وبقايا رأسمال مستغل- وحيبقى فيه انتهازيين- وحيبقى فيه ناس أخذوا ويمكن من الثورة نفسها وأخذوا ومش مكفيهم اللي خذوه وفي نفس الوقت ينقلبوا على الثورة ليتجهوا إلى الثورة المضادة، يمكن من تحت لتحت وسكيتي وبيقول إنه مع الثورة- ده الكلام اللي إحنا لازم نعرفه لغاية ما نعمل التغيير الاجتماعي الكامل- ولغاية ما ننتقل فعلاً إلى المجتمع الاشتراكي ونتعدى مرحلة التحول من الرأسمالية المستغلة والإقطاع إلى الاشتراكية ولغاية ما ننظم بلدنا وننظم نفوسنا ونرتب أمورنا حتبقى الثورة المضادة دي على طول- وأنا بأقول لكم الكلام ده بعد 15 سنة وبعد كده اللي يعيش بعد 20 سنة وبعد 25 سنة حنلاقي الكلام ده لسه موجود فيه الثورة وفيه ثورة مضادة

<11>