إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

وده الدرس اللي دفعنا إلى أن نتجه إلى الجماهير وهي صاحبة المصلحة الحقيقية بأسرع ما يمكن أن نتجه- وده اللي خلانا يمكن أسرعنا في التحول الاجتماعي في مصر- ولأن التحول الاجتماعي في مصر كان نتيجة للعدوان الثلاثي الممثل لتحالف الاستعمار والرجعية والصهيونية العنصرية- ماذا فعلنا بعد الثورة الاجتماعية في هذه المنطقة؟ إذا أخذنا منطقة شبرا الخيمة كنموذج وواصلنا نفس الدراسة التفصيلية لما كان ساءت فيها من الأوضاع قبل الثورة- نقول إن إحنا بدأنا نغير جو الواقع الأليم- فيه مصانع نزعت ملكيتها وهدمت وأقيمت مكانها مرافق ومساكن، ثم أدخلت الرعاية الصحية وعمت بالنسبة للجميع وتغير مستوى الأجور وسجل ارتفاعات خيالية قياساً إلى ما كان عليه الحال وإحنا سمعنا دالوقت من الأمين العام للاتحاد الاشتراكي وهو بيقول إن الأجور سنة 1952 كانت مليون جنيه وسنة 1966 أصبحت 23 مليون جنيه في هذه المنطقة- أي أن الأجور زادت في هذه المنطقة أكثر من 20 مرة عما كان يدفع سنة 1952- بدأنا نحاول إن إحنا نعمل من هذه المنطقة منطقة صناعية حديثة لأنها كانت قائمة أساساً على المصانع الخردة- بدأنا نحاول أن نقيم منطقة صناعية حديثة قادرة على أن تعيش حياة طبيعية غير طفيلية قادرة أنها تنتج إنتاج اقتصادي وفي نفس الوقت تكون المعاملة معاملة إنسانية أي إنتاج اقتصادي وإنساني أي غير مستغل- وأيضاً راعينا أن تكون هذه المنطقة منطقة صناعية موجودة ضمن وطن يتجه كله نحو التصنيع ويرى في الصناعة أمل كبير نحو التنمية ونحو التطوير ماكانش فيه ميه في معظم المناطق دخلت الميه، مياه الشرب- والتأمينات الاجتماعية شملت أغلب العمال- اشترك العمال في مجالس الإدارة واشترك العمال في الأرباح وتحدد يوم العمل بالنسبة لهم بـ7 ساعات- دي الحاجات اللي اتعملت- وليس معنى ما أقول- مش معنى الكلام اللي بأقوله إن مشاكل شبرا الخيمة كلها والعبء الكبير اللي كانت تتحمله شبرا الخيمة قد زال كله وانتهى في السنوات العشر الماضية، لا مش قصدي أقول كده وأنا في هذا لا أريد أن أخدعكم ولا أخدع نفسي- وأعلم أن بعض المشاكل لا تزال باقية وهناك صعوبات لم تحل.

          وهناك ظروف لابد أن تتحسن اجتماعياً خصوصاً في مجال الإسكان ومجال المواصلات. حصل بالنسبة للإسكان بعض مباني وحصل كلام عليها من المتكلمين قبلي من أمين الاتحاد الاشتراكي، ولكن نظراً لوجود هذا العدد الكبير من العمال في هذه المنطقة أنا أشعر ولازلت أقول أن المنطقة تحتاج إلى حل لمشاكل الإسكان، ولكن اللي عايز أقوله إن المنطقة التغيير العميق فيها بدأ، وده الأساس إذاً التغيير العميق يأخذ طريقه فهو يعيد صياغة الحياة بالنسبة للأهالي كلهم سواء كانوا هؤلاء الناس عمال أو حرفيين وتبدأ الحياة الكريمة تأخذ طريقها وتعرف طريقها إليهم. المسألة ليست إصلاح ما هو قائم وإنما الدفعة الأساسية تجئ من البناء الجديد. هذه المنطقة في السنوات الأخيرة وضعت فيها استثمارات قيمتها ما بين 40 إلى 50 مليون جنيه في شكل صناعات جديدة وتوسعات في مناطق قديمة. والمنطقة المتصلة بها مباشرة وهي منطقة مسطرد قد تلقت هي الأخرى استثمارات جديدة لا تقل عن 40 مليون جنيه. ده نمو يختلف عن النمو الماضي، عن النمو الطفيلي، نمو مخطط، نمو بدأ من الاستغلال، موجه لصالح الشعب ومملوك للشعب.

<4>