(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

          وبذلك فإن هذه المنطقة وما يحيط بها أصبحت مركزاً صناعياً هاماً من مراكز التطور العميق الذي يعيشه وطننا الآن باستثمارات صناعية تقرب من حدود الـ100 مليون جنيه دفعها مجتمعنا للإنتاج، للتنمية، للتطور، للتقدم، للحياة الإنسانية، للرفاهية المادية والمعنوية، للحرية.

          معنى هذا أن الظروف التي وجدت في هذه المنطقة من أول الحرب العالمية الثانية إلى ما قبل الثورة بدأت تتغير وبدأت الحياة التي كانت تقوم على أساس غير إنساني، على أساس الاستغلال، تتطور لتقوم على أساس كريم، على أساس إنساني، الصناعة التي كانت على أساس ارتجالي، على أساس غير معتنى به بدأت تتحول إلى أن تكون على أساس صناعات جديدة، صناعات كبيرة تستوعب عمال جدد وتسير ضمن مخطط التنمية المرسوم في هذا البلد.

أيها الأخوة:

          هذه المنطقة بكل ما تحقق وبكل ما لم يتحقق بعد تمثل جزء كبير من آمالنا ومشاكلنا، فإحنا بالنسبة للبلد من 52 النهاردة 67، 15 سنة لنا آمال في البلد، وأيضاً تقابلنا مشاكل. طبعاً لا نستطيع أن نحقق آمالنا كلها لا في 15 سنة ولا في 20 سنة ولا في 30 سنة، لأن الدول الغنية كلها لا زالت حتى الآن كلها ما حققتش آمالها، ولكن كل سنة نستطيع أن نحقق جزء من آمالنا وفي نفس الوقت بنبص إلى مشاكلنا كل سنة علشان نحل ما يمكن لنا أن نحله من هذه المشاكل، بنقول كل سنة هذا ما أنجزناه وذلك ما يتوجب علينا أن ننجزه. أنجزنا كثير في الـ15 سنة اللي فاتت فإحنا بنتكلم على منطقة شبرا الخيمة بندي مثل كبير من الإنجاز اللي حصل. ما أنجزناه يتمثل في حرية الوطن أولاً ولقد أصبح هذا الوطن بنضال أبنائه أكثر استقلالاً من كل المستقلين. الاستعمار. الاستعمار، انتهى الاستعمار. نفوذ الاستعمار انتهى. الاحتلال انتهى، ماهواش استقلال مزيف بقيود مع الخارج. لا يوجد أي قيد من الخارج. لا يوجد أي نفوذ أجنبي. لا توجد سيطرة سياسية أجنبية أو سيطرة اقتصادية أجنبية، مفيش أحلاف. مفيش قواعد. الكلمة الوحيدة اللي تسمع فيه هي كلمة العدل والحق والحرية ولا مجال لأي كلام غير كلام العدل والحق والحرية.

          إيه اللي أنجزناه، ما أنجزناه أيضاً يتمثل في حرية المواطن داخل الوطن. لا طبقية مسيطرة، لا إقطاع متحكم، لا رأسمالي مستغل ومستبد. الثروة لقوى الشعب العاملة، عائد الثروة لقوى الشعب العاملة، والسلطة السياسية لتحالف قوى الشعب العاملة.

          والدعامة لهذا كله ولحمايته هي بناء القوة الاقتصادية على هذه الأرض العزيزة، لهذا الشعب القوي يقوم بالدور الطليعي في تطور أمته العربية.

          ما أنجزناه في العشر سنين الماضية اقتصادياً لم ينجزه أي شعب آخر في مثل ظروفنا أو في أوضاعه أو في مكانه.

<5>