(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

          في السنين العشر اللي فاتت حطينا ألف مليون جنيه استثمارات جديدة في الصناعة، ووضعنا ألف مليون جنيه أخرى استثمارات جديدة في الزراعة، بما في ذلك استثمارات السد العالي التي تصل وحدها إلى ما يقرب من 400 مليون جنيه. ده كله بيرمز إلى إيه؟ يرمز إلى ما حققناه ويشير لنا إلى ما ينبغي أن نحققه.

          ده كله يرمز إلى إيه؟ يرمز إلى آمالنا وإلى مشاكلنا اللي إحنا عايزين نحلها. لقد أنجزنا الكثير ولكن مش كفاية اللي عملناه. علينا أن ننجز أكثر لنعوض تخلفنا الطويل ولندعم آمالنا العريضة، ومهما كانت المصاعب ومهما كانت المشاق، مهما كانت ضراوة الحرب ضدنا من اللي بيكرهوا تقدمنا ويروا في تقدمنا خطر عليهم وتهديد لمصالحهم ونفوذهم واستغلالهم في وطن الأمة العربية كلها. إحنا الآن نقف على مرحلة جديدة من العمل، مرحلة الصناعات الثقيلة، ومرحلة كهربة وادي النيل كله. الصناعات الثقيلة إحنا بدأنا في الصناعات الثقيلة قبل كده ولكن لسه علشان فعلاً نقدر نقف في الصناعة على أساس سليم علينا أن نكمل هذه الصناعات الثقيلة، والصناعات الثقيلة مشكلة لأنها مابتجيبش عائد سريع. يعني إذا بدأنا السنة دي في مصنع الحديد الجديد اللي تقرر في خطة الإنجاز الثلاثية تتكلف استثمارات هذا المصنع حوالي من 250 مليون جنيه إلى 300 مليون جنيه في المرحلة الأولى منه، بتخلص سنة 71. أول ما نبتدي نأخذ منه حاجة نأخذ سنة 71 المرحلة الثانية. نقعد بعد كده سنتين لغاية سنة 73. إذن أما نقول عايزين ندعم العمل في الصناعات الثقيلة لندخل مرحلة الصناعات الثقيلة لازم نعرف إن إحنا بنصرف فلوس مش حانأخذ منها عائد سريع، ولكن لابد إن إحنا نستثمر هذه الأموال إذا أردنا أن نكون فعلاً دولة صناعية وصناعاتنا قايمة على أساس مش دولة عندنا صناعات استهلاكية ونجيب مستلزمات الإنتاج من الخارج.

          مرحلة كهربة وادي النيل اللي هي نتيجة كهربة السد العالي. السنة اللي فاتت أنا شفت خطوط السد العالي، كنت جي من ثلاث أسابيع كنت جي من إسكندرية وشايف خطوط السد العالي حاجة طبعاً تفرح، سنة 56 إحنا دخلنا معركة على السد العالي وقيل لنا إن السد العالي مش حايتعمل وانسحب تمويل السد العالي. ونتج عن كده تأميم القنال ودخلنا حرب وقالوا مااحناش حنعمل السد العالي. السد العالي قرب يخلص، كهربة السد العالي قربت تدخل على وادي النيل كله. خطوط السد العالي الواحد شافها هنا جنب القاهرة وجنب إسكندرية علشان نوصل الكهرباء كلها إلى شبكة واحدة، وعلشان توصل الكهرباء من أسوان إلى مصر. بنقول إن إحنا صرفنا 400 مليون جنيه على السد العالي، والنهاردة ابتدينا نأخذ من السد العالي المياه اللي بنستخدمها النهاردة في الأراضي الجديدة ولكن من سنة 60 بنشتغل في السد العالي وبنصرف النهاردة سنة 67. من سنة 60 لسنة 67 ماأخذناش حاجة. طبعاً الأرض الجديدة اللي صلحناها لسه مااديتناش حاجة، أي أرض عايزة لها 3 سنين أو 4 سنين علشان تدي غلة اقتصادية.

          الكهرباء المفروض إن إحنا في أواخر هذا العام نبتدي نأخذ كهرباء من السد العالي، وعلى سنة 69 نأخذ كل الكهرباء اللي هي 10 مليار كيلو وات/ ساعة من السد العالي. ضعف الكهرباء اللي عندنا النهاردة في البلد كلها. إحنا عندنا 5 مليار كيلو وات/ ساعة. إذن بنضاعف الكهرباء بتاعتنا من 5 إلى 15 وهذه

<6>