إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          وبهذا استطاع الشعب اللبناني وقياداته الشعبية الوطنية أن ينتبهوا إلى أنه ليس هناك ضمان للبنان غير نضال أمته العربية التي هي جزء لا يتجزأ منها، ولا ينفصل مصيره عن مصيرها. وقد استطاعوا إحباط كل المحاولات التي دبرت للوقيعة. وكانت اليقظة، وكان التنبه وكان الإدراك الواعي لمرامي العدو وأصدقاء العدو، الحصن الكبير. وحاول العدو أن يستخدم الطائفية، ولكن الشعب اللبناني استطاع أن يدرك بوعيه أن إسرائيل حينما تعتدي بالطائرات أو حينما تعتدي بالدبابات لا تفرق بين المسلم والمسيحي، ولكنها ترى أمامها اللبناني فقط.

أيها الأخوة
          ثم ظهرت المقاومة الفلسطينية واستطاعت المقاومة أن تحول الشعب الفلسطيني من شعب اللاجئين إلى شعب من المقاتلين، واستطاع العمل الفلسطيني أن يفرض نفسه على العالم كله، واستطاعت منظمة فتح التي بدأت هذا العمل، والتي بدأت الفداء من أجل تحرير الشعب الفلسطيني، وقيادة فتح أن يجدوا تأييداً كبيراً في العالم العربي. ثم استطاعت منظمات المقاومة كلها أن تجتمع في لجنة مركزية من أجل توحيد عملها، ومن أجل توحيد أهدافها. وأنا أقول إن العدو سيحاول دائماً أن يفرق بين أبناء المقاومة الفلسطينية وبين أبناء الشعب الفلسطيني. ولكننا نرى حتى الآن أن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بالوعي الكبير استطاعوا أن يحبطوا مؤامرات الاستعمار، وأعداء الاستعمار.

          يبقى بعد هذا -أيها الأخوة- أن أتكلم عن الجبهة الشرقية، وكانت الجبهة الشرقية مجال اهتمام كبير منا، ومن أبناء الأمة العربية كلها، سواء في المشرق أو في المغرب، وأيضا كانت مجال اهتمام كبير في العالم كله. ولكن كان الجميع يعلقون إن الجبهة الشرقية تريد مزيداً من الدعم. وتريد مزيداً من العمل، وكانت إسرائيل تقول إن هدفها هو إضعاف الجبهة الشرقية، لأن الجبهة الشرقية تطل على إسرائيل نفسها، وتطل على إسرائيل في المناطق الحساسة، والمناطق الصعبة منها.

          وحينما قال العقيد معمر القذافي إنه يريد أن يرفع شعار قومية المعركة بدل إقليمية المعركة، وانه سيقوم بجولة في جميع أنحاء الأمة العربية من أجل العمل على أن تكون المعركة قومية، شجعنا هذه الجهود، وكانت وجهة نظر العقيد القذافي يجب توحيد العمل في الأمة العربية، يجب توحيد العمل القومي في مواجهة الاستعمار والصهيونية، ففيه 100 مليون عربي أمام 2.5 مليون إسرائيلي. وعلى هذا الأساس نتساءل هل فعلاً الـ100 مليون يواجهوا الـ2.5 مليون إسرائيلي؟ وكان رد العقيد القذافي إنه حتى الآن لا يستطيع إنسان أن يقول أن الأمة العربية عبأت جهودها وهيأت نفسها ضد العدو الصهيوني، ومن هم وراءه، وإن من يقوم بالعمل فقط هم دول المواجهة. وقال معمر القذافي إنه يشعر أن عليه واجب كبير من أجل جمع شمل الأمة العربية. ونحن شجعنا هذا وتكلمنا في هذا في طرابلس حينما اجتمعنا في المؤتمر. ونرجو من الله أن يوفق العقيد معمر القذافي في تحقيق هدفه من أجل جمع شمل الأمة العربية حتى تشترك كلها، كل دولها بكل طاقاتها في المعركة. وبهذا نستطيع أن نواجه إسرائيل وأن نواجه أمريكا.

<10>